السلطات الإسبانية تتعقب حسابا في "بنك إفريقيا" المغربي بسبب ارتباطه بفضيحة رشاوى هزّت حكومة سانشيز
كشفت التحقيقات التي تجريها السلطات الإسبانية بخصوص تورط قيادات بارزة في الحزب الاشتراكي العمالي، في قضايا فساد، وفي مقدمتها أمين التنظيم المستقيل سانتوس سيردان، بكون المغرب واحدا من بين 9 بلدان استقبلت بنوكها الأموال المشبوهة المرتبطة برشاوى تلقاها المعنيون من شركات ورجال أعمال.
ووفق ما توصلت إليه وحدة الجرائم المركزية التابعة للحرس المدني الإسباني، فإن شبكة سيردان موزعة على أكثر من 400 حساب بنكي تابعة لـ 35 مؤسسة مختلفة، وموزعة على 9 دول، منها حساب ضمن مجموعة "بنك إفريقيا" المغربية، عبر فرعها الأوروبي.
وكشفت صحيفة "إل إنديبينديينتي" الإسبانية، نقلا عن مصادر في جهات التحقيق، أن المغرب إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والإكوادور، موجودة فعلا في القائمة، مضيفة أن الحرس المدني يتتبع حاليا أموال الأشخاص والشركات المرتبطة بالأموال المدفوعة كرشاوى مفترضة.
تلك الأموال وُجهت إلى أمين تنظيم في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، سانتوس سيردان، وكذلك إلى سلفه في المنصب نفسه، وزير النقل السابق خوسي لويس أبالوس، والمستشار السابق للوزير كولدو غارسيا، وهي محط تحقيقات تجرى بأمر من المحكمة العليا بناء على شبهات التلاعب في صفقات عمومية.
البيانات المالية التي يقوم المحققون بتحليلها تشمل 5 حسابات بنكية في الأمريكيتين اثنان منها تعودان إلى شركة "أكسيونا"، إحدى الشركات المحورية في شبكة الفساد، وفق الصحيفة، واحد في مؤسسة "بنكو دي برازيل" والذي لم يعد نشطًا منذ عام 2019، وآخر في بنك JP Morgan Chase الدولي، ومقره في الولايات المتحدة، وقد تم إنشاؤه في 2003 ولا يزال نشطًا.
بالإضافة إلى ذلك، توجد ثلاثة حسابات أخرى في بنك "بيتشينشا" في الإكوادور، تعود إلى اثنين من رجال الأعمال الذين قام عناصر الحرس المدني، الأسبوع الماضي، بتفتيش منازلهم بعد التوصل إلى محادثات تضعهم في صلب شبهات أداء رشاوى مقابل حصول شركاتهم على مشاريع عمومية من وزارة النقل.
ويتعلق الأمر بـدانييل فرنانديز مينينديز، مالك أحد الحسابات في البنك الإكوادوري المذكور ومدير شركة OPR، وخوسي روث، وهو رجل أعمال من فالنسيا، والذي أكدت معطيات محققي الحرس المدني أنه كان يتحدث مع كولدو غارسيا من خلال خط هاتفي مُشفر، ولديه اثنان من الحسابات البنكية باسمه في الإكوادور، وهما مرتبطان أيضًا بشركته "ليفانتينيا" للهندسة والإنشاءات، المعروفة اختصارا بـ LIC.
هذا الأخير لديه أيضا حساب باسم شركته التجارية في Bank Of Africa Europe، التابع لمجموعة "بنك إفريقيا" المغربية، والمحادثات المسجلة من قِبل كولدو تُظهر أنه شجَّع المديرة السابقة لشركة السكك الحديدية المملوكة للدولة Adif، إيزابيل باردو دي فيرا، على طرح مشروعٍ عبر المسار الطارئ، لتسهيل منحه مباشرة إلى صديقه رجل الأعمال خوسي روث، صاحب الحساب.
وبالفعل، بعد شهر فقط من المحادثة بين كولدو وباردو، اقترحت Adif شركة PIC كمستفيدة من مشروع عبر المسار السريع بقيمة 592.053 يورو، وفقًا لما وثقه الحرس المدني في الإسباني في تقرير موجه للحكومة، والذي تسبب في رجة كبيرة دفعت بعض أحزاب المعارضة إلى مطالبة رئيسها بيدرو سانشيز بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.




