العالم المغربي بُوتجَنكُوت: لا دواء لكورونا حتى اليوم.. وتدابير المغرب "فعالة"

 العالم المغربي بُوتجَنكُوت: لا دواء لكورونا حتى اليوم.. وتدابير المغرب "فعالة"
حاوره: أحمد إفزارن
الجمعة 24 أبريل 2020 - 12:00

مع اشتداد وطأة جائحة كورونا في العالم، بدأت تُطرح العديد من الأسئلة التي تتمحور حول إمكانية الوصول إلى علاج يعيد العالم إلى الحياة الطبيعية، كما أضحى الكثيرون يتساءلون عن كيفية تقوية مناعتهم لتفادي الإصابة بالفيروس، وهي الأسئلة التي تنقلها "الصحيفة" إلى الأستاذ جامعي والعالم المغربي المقيم بنيويورك الدكتور علال بُوتجَنكُوت، المتخصص في علم الأعصاب والخلايا والخبير العالمي في الاكتشافات الدوائية، والذي يعطينا أيضا تقييمه للإجراءات التي اتخذها المغرب لمواجهة الوباء.

- بحكم معرفتك بالتدابير المتخذة عالميا لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، كيف ترى الإجراءات التي اتخذها المغرب؟

هي إجراءاتٌ فعالة جاءت في الوقتِ المناسب، وزادها أهمية أنها اتخذت من طرف أعلى سلطة بالبلاد الملك محمد السادس، وقد فاقت حتى ما هو معمولٌ به حتى في بعضِ الدول المتقدّمة، حيث صدرت أوامر بإغلاقِ كل المطاراتِ ووقف النّقلِ البرّي والبحري، وكذلك تقييد عمليةَ التّنقّلَ بين المُدُن المغربية إلا بترخيص خاص، والحقيقة أن ما قام به المغرب يدفعنا للفخر كمغاربة مقيمين بالخارج.

ولا ننسى أن مواكبة المغرب للجائحة شملت جميع التفاصيل، إذ بالإضافة إلى مجانية العلاج اهتم الملك حتى بجودة الطعام المقدم للمرضى وأمرَ الحُكومةَ بمُساعدةِ الطبقات الهشّة، كما انخرط الجيش في إنجاز مستشفيات ميدانية وهي خطوة استباقية بالغة الأهمية، بالإضافة إلى الكفاءة التي أبان عنها الأطباء والممرضون، وانخراط جميع الفئات المهنية في التصدي للوباء.

وعلى المستوى الصناعي، تلقينا بسعادة كبيرة خبر بدأ المغرب تصنيع 5 ملايين كمامة يوميا ثم تصنيع أجهزة تنفس اصطناعي مغربية مائة في المائة، وأظن أن التاريخ سوف يَذكر التجربةَ المغربية التي أدارَها قائدُ البلاد بكُل حِنكةٍ وذكاءٍ وحَزم، وهذا يُبيّنُ عبقريةَ المغاربة والتفافَ الجميع من أجلِ مُسايرةِ وتطويقِ هذه الجائحة، الأمر الذي يُبشرُ كلّ المغاربة بإيجابيةِ مرحلةِ ما بعد كُورُونا التي ستَكون مرحلةَ التطويرِ والتكنولوجيا المَحلية من أجلِ النهوضِ بالبلد.

- يكثر الحديث في المنابر الإعلامية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي عن قرب التوصل لعلاج لهذا المرض، فهل بالفعل يوجد في العالم دواءٌ ناجعٌ اليوم؟

فيروس "كُوفِيد 19" لم يُنتَج له حتى الآن أي دواء سواءٌ على شكل عقاقير أو لِقاح، والعُلماءُ والمسؤولون بكلّ دولةٍ يَستعملون دواءً من بين الأدوية التي تمّ استخدامُها بديلاً لأدوية أمراض أخرى سابقة، وحاليا هناك لجنةٌ عالمية لمُراقبة واستخدامِ الدواء من مرَضٍ إلى آخر، لكن في حالة الطوارئ يصعبُ عليها أحيانًا اتّخاذَ الإجراءات بشكل عاجل. 

وهنا يبدأ الاجتهادُ بالنسبة لكل دولة حيث تجتهد حسبَ قُدراتِها وإمكانياتِها، وبهذه المناسبة يجب التّنويهُ باستعجالِ المسؤولين في الدولِ المتقدمة، وعلى رأسِهم الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية، لتقديمِ المساعدات اللازمة للعُلماء من أجلِ إنتاجِ لقاحٍ خاصّ لهذا الفيروس.

- نسمع كثيرا أن فيروس كُورُونَا أو "كوفيد 19" تجبُ مواجهتُه بننشيطِ المناعة، كيف ذلك؟

من أجل تنشيطِ المَناعة عند ظُهور علاماتِ الإصابةِ الأوّلية، يجب على كل مريض أن يتّصل بالجهات الصحية المتخصصة من أجل تفسيرِ العلامات التي لدَيْه، وهكذا يُجيبُه الطبيبُ بأخذِ نوعِ الفيتامينات التي يُمكن استعمالُها من أجلِ تقويةِ المنَاعة، ومن المُمكن أن يجِدها في الفواكِه الطبيعية، في حالة ما إذا تعذّر إيجادُها في الصّيدليات، مثلاً، إذا طُلبَ منه فيتامين "سي"، يمكنُ أن يجدَه في فاكهة الكِيوِي أو البُرتُقال.

ويجب على كلّ إنسان أن ينامَ ساعاتٍ كافيةً من أجل تقويةِ مناعتِه، وكذلك الابتعاد عن استِعمال أيّ دواءٍ بدُون استشارةِ الطّبيب، حتى لا يَستعملَ أدويةً قد تُضعِفُ مناعتَه، كما يجبُ على الأُسَر في الحِجرِ الصحي أن تتَجنّبَ أيَّ نقاش حادّ قد يؤدّي إلى ضعفِ المناعة، لأنّ ضُعفَ جهازِ المناعة يؤدي إلى تعرّضِ الشخصِ بسُهولة لفيرُوس كُورُونا.

كما نصحَ العديد من العُلماء بشُربِ الماءِ بِقدرٍ كافٍ طيلةَ اليوم لأنهُ المُكوّن الأساسي لخلايا جسمِ الإنسان، وهناك بعضُ العلماء ذكرُوا استعمالَ الماءِ الدّافئ وأكلِ الوجباتِ الغذائية شيئًا ما ساخِنة من أجل المساعدة على التغلب على الفيرُوس، لكن الأهم من كل ذلك هم اتباع الإرشادات الطبية والإبقاء على التباعد الاجتماعي لتفادي نقل العدوى إلى الآخرين.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...