القبضة الحديدية لـ"لوسيور كريستال".. عندما دفعت مديريةَ المنافسة لمعاقبة زيت "عافية" على خفض الأسعار!

 القبضة الحديدية لـ"لوسيور كريستال".. عندما دفعت مديريةَ المنافسة لمعاقبة زيت "عافية" على خفض الأسعار!
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 24 فبراير 2021 - 9:00

بالرغم من الظرفية الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي اختارتها شركة "لوسيور كريستال" لرفع ثمن زيوت الطبخ، والمتسمة بتبعات جائحة كورونا، إلا أن الحكومة لا زالت تلتزم الصمت بخصوص ذلك، ولم تخرج أي جهة رسمية للتعليق حول هذا الموضوع، وهو الأمر الذي يختلف جذريا عن طريقة التعامل مع علامة أخرى تنتج المادة نفسها، قبل عقد ونصف، حين ذهبت في الاتجاه المعاكس وقررت خفض الأسعار فكان مصيرها العقوبات.

وتعود أصول هذه الواقعة إلى سنة 2002 عندما أنشأت شركة "صافولا" السعودية الفاعل في مجال الصناعات الغذائية منذ 1979، فرعا لها بالمغرب تحت اسم "Savola Morocco" لتشرع بعد ذلك، في تسويق منتجها للزيوت الغذائية "عافية" التي دخلت على خط المنافسة مع مجموعة من الفاعلين المحتكرين للمجال منذ عقود، وفي مقدمتهم "لوسيور كريستال" التي كانت أغلب أسهمها آنذاك مملوكة لـ"الشركة الوطنية للاستثمار – SNI"، إلى جانب شركة الصناعات الزيتية بفاس "SIOF".

وحاولت "صافولا" إيجاد موطئ قدم لمنتجها في السوق المغربية منذ 2004 من خلال المراهنة على خفض الأثمان بشكل تنافسي دون المساس بالجودة، الأمر الذي أغضب "لوسيور كريستال" التي كانت حينها تحتكر 70 في المائة من السوق، وخاصة بعد الكشف عن تراجع عائداتها في العام الموالي بمليار درهم تقريبا، لتعلن إدارتها الحرب على "عافية" بشكل صريح عند عرض الأرقام السنوية.

ورغم أن الشركة السعودية من خلال علامتي "عافية" ثم "هلا" كانت وقتها قد فرضت سيطرتها على 10 في المائة فقط من سوق زيوت الطبخ المغربية، إلا أن "لوسيور كريستال" كانت تنظر إلى تراجع قيمة أسهمها في بورصة الدار البيضاء وطموح منافستها المستقبلي المتمثل في الوصول إلى 25 في المائة من السوق سنة 2007، لذلك أعلنت عن استيائها من فتح هذا "القطاع الاستراتيجي" أمام الشركات الأجنبية، واتهمت "صافولا" بنهج سياسة كسر الأسعار عبر البيع بالخسارة وإغراق السوق، واصفة غريمتها بـ"غير الشريفة".

ومع الإقبال المتزايد على منتجات "صافولا" المدفوع بالأسعار التنافسية والحملة الدعائية الكبيرة التي خصصت لها الشركة 8 في المائة من قيمة عائداتها، انتهى صبر "لوسيور كريستال" وتحالفت مع "سيوف" ضدها عن طريق اللجوء إلى مديرية الأسعار والمنافسة بوزارة الشؤون الاقتصادية والعامة سنة 2006، التي ستنتصر في نهاية المطاف للشركتين المغربيتين وستصدر قرارا تأديبيا ضد "صافولا" التي ستجد نفسها مجبرة بعد ذلك على رفع أسعارها، خاصة بعد قرار سلسلة أسواق "مرجان" الامتناع عن عرض منتجاتها، وفق ما كشفت عنه الشركة السعودية سنة 2007.

وحاليا، وبعد 15 سنة على هذه المواجهة، لا تزال "لوسيور كريستال" المتحكم الأول في أسعار زيوت الطبخ في المغرب رغم انتقال النسبة الأكبر من أسهمها إلى مجموعة جديدة هي "أفريل" الفرنسية منذ 2012، فهذه الشركة التي بلغ إجمالي مبيعاتها حوالي 4,3 ملايير درهم سنة 2018 ونحو 3,9 ملايير درهم سنة 2019، والتي ارتفعت أرقام معاملاتها بـ17 في المائة خلال الربع الثاني من سنة 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، لم تكلف نفسها حتى عناء تفسير هذا القرار الذي بدأت ترتفع في وجهه دعوات لخوض حملة مقاطعة شعبية ضد منتجاتها.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...