"الكاميرا الخفية" لـ 2M و"الأولى".. كوميديا ببغائية لا تمد عقل المتفرج بأي شيء

 "الكاميرا الخفية" لـ 2M و"الأولى".. كوميديا ببغائية لا تمد عقل المتفرج بأي شيء
الصحيفة
الخميس 16 ماي 2019 - 23:43

طال برامج "الكاميرا الخفية" التي تبثّ على القناتين الأولى والثانية المغربيتين، خلال شهر رمضان، حزمة من الانتقادات اللاذعة، من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالرغم من النجاح الذي تحقق من حيث نسب المشاهدة، التي بلغت أرقاما كبيرة، كما هو الشأن بالنسبة لبرنامج  "مشيتي فيها"، الذي احتل المرتبة الأولى في نسبة البرامج الأكثر مشاهدة على القناة الثانية دوزيم، بمجموعة 12 مليون و569 ألف مشاهدة بحصة مشاهدة بلغت 74.2 في المائة، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان.

طرحت جريدة "الصحيفة" تساؤلاتها عن منتوج "الكاميرا الخفية" المغربية، المعروض خلال شهر رمضان، على الناقد السنمائي محمد بنعزيز، والذي أبرز عدة جوانب متعلقة بالموضوع.

هل "الكاميرا الخفية" المغربية في رمضان ناجحة؟

يعتبر محمد بنعزيز، الناقد السنمائي المغربي، أن برنامج "الكاميرا الخفية" الذي يمر عبر قنواتنا التلفزية المغربية، ناجح جدا، بناءا على المعطيات التي يراها موضوعية، حيث استدل باستضافة الممثلة المغربية دنيا بوتازوت في برنامج "مشيتي فيها" على القناة الثانية، التي بثت بتاريخ 14-05-2019، والتي حظيت بمتابعة كبيرة.

يقول بنعزيز "المتفرجون يناقشون زواج دنيا بوطازوت الجديد، شركات الإشهار تسابقت على عرض دعايتها، بعض المتفرجين يخططون لزيارة الموقع السياحي الذي صورت فيه الحلقة. الجميع رابح رابح".

الإنتاج.. بين احترام ذكاء المشاهد والقدرة على التمييز

الجواب السهل هو لا، يرد الناقد السنمائي حول مدى احترام المنتج لـ"الكاميرا الخفية" لذكاء المتلقي، مضيفا بالقول : "سؤال الاحترام مبني على فرضية خاطئة، الجمهور ليس ذكيا.. السياسيون يعرفون هذا، نظرية أب السياسة ميكيافيلي لا يعتبر الجمهور ذكيا" مردفا "من يراجع وصف العامة في نصوص الثقافة المغربية العالمة سيصاب بالقرف، فمدير الانتاج في التلفزيون المغربي يعرف هذا لكن لن يصرح به، الأخير يدعم كوميديا ببغائية لا تمد عقل المتفرج بأي شيء من مغرب اليوم، هي كوميديا لا تسخر من واقعنا بل تطمسه، فالمنتج الممول يمنع كوميديا تنتج المعاني".

أول شرط لإنتاج المعنى هو غرس الشخصيات في بيئتها وهذا يهدد بدفع الصراع الطبقي للواجهة لينتصب السؤال: هل يستوي الذين يملكون والذين لا يملكون؟ يضيف محمد بنعزيز.

ويؤكد المتحدث نفسه، على أن حلقات "الكاميرا الخفية" تجرى "تحت كاميرات" مكشوفة لضحية المقلب، وهو ما اعتبره الناقد السنمائي "صفقة"، معتبرا أن منتوج "الكوميديا" الرمضانية مصمم خصيصا للكائن الذي يحتل المرتبة 123 من مؤشر التنمية البشرية، مضيفا "هذا مقصود, بسبب خوف التلفزيون العمومي من المضامين الجدية التي قد تكون تحريضية للوعي يتم تعويض المحتوى بكوميديا ببغائية".

الممثل المغربي.. قبول العرض على حساب المصداقية؟

في هذا الصدد، يقول بنعزيز إن "الممثل المغربي  يتعامل مع عرض الظهور في الكاميرا الخفية كفرصة لتحسين دخله.. الأمر يتعلق بصفقة"، مضيفا  "من سيصدق أن بوطازوت ذهبت إلى ضواحي مراكش مجانا وبحسن نية لكي (تمشي فيها).. من يرى كيف مات بعض الممثلين المغاربة مرضى فقراء سيفهم الأمر".

ويتابع قائلا "غالبا ما يتهم الممثل والفنان بالتهريج وبالتنازل، وهذا ظلم، لذا أريد توجيه الأنظار لممول هذه الكوميديا، هي كاميرا كوميديا مطابقة لدفتر التحملات ونتيجة صفقة وليست مصيبة وقعت على المتفرج المغربي".

فنيا وتقنيا مقارنة مع الانتاجات العربية..

قال بنعزيز إن منتوج "الكاميرا الخفية" المغربية لا يرقى إلى المستويين الفني والتقني الجيدين، مردفا "بدليل أن هذه الكاميرا الخفية حدها طنجة، والمتفرج المغربي يشير باستمرار لكاميرا رامز جلال".

ويضيف قائلا "هي كاميرا مغربية خفية ضعيفة فنية وبخيلة ماليا، وهذا يسهل مهمة كشفه، فعندما يشاهد المغربي الكاميرا الخفية المحلية يكون هدفه كشف الخدع التي ظن المنتج أنها ستنطلي عليه، فعلى سبيل المثال، مشهد بوطازوت التي تبكي بصوت غريب وهي تعبر الهاوية على الجبال.. حسب مقدم البرنامج فالعريس الجديد لدنيا كان يعرف دنيا أنها تبكي وتظهر بأنها تخاف وتمثل الدور.. تصرخ.. تصرخ.. في هذا الكاميرا الكوميديا الببغائية، نجد صراخ وتصنع الرعب على أمل أن يحزن المتفرج، لكن المتفرج يضحك ونظرات دنيا الذكية تفضحها".

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...