المخابرات المغربية تفرض على ألمانيا تغيير موقفها من قضية الصحراء
كشفت زيارة الوفد الأمني الألماني الرفيع الذي قاده مدير العام للشرطة الاتحادية بدولة ألمانيا، دييتر رومان، إلى الرباط يوم الجمعة الماضي، الكثير من معالم الأسباب التي دفعت برلين إلى تغيير موقفها من قضية الصحراء وإشادتها مؤخرا بمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء.
وقال بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، إن المدير العام عبد اللطيف الحموشي استقبل الوفد الألماني على هامش زيارة العمل التي تندرج في سياق الرغبة المشتركة في الدفع بالتعاون الثنائي بين البلدين ليشمل مجالات أوسع، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وأمن الحدود، فضلا عن تطوير سبل وآليات أكثر مرونة لتبادل المعلومات والخبرات والتجارب على النحو الذي يحقق النجاعة والفعالية في عمليات التعاون الثنائي في المجال الأمني.
وحسب ذات المصدر، فقد شدًد المدير العام للشرطة الاتحادية الألمانية، دييتر رومان، على الدور البارز الذي تضطلع به المملكة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب، مثمنا عاليا المعلومات التي قدمتها المصالح الأمنية المغربية في وقت سابق لألمانيا بخصوص التهديدات المرتبطة بالخطر الإرهابي.
ويكشف هذا التصريح من المسؤول الألماني، الأهمية البالغة التي تجسدها لـ"المخابرات المغربية" في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، كما اعترف وفق ذات البلاغ، بحصول برلين على معلومات مهمة من المغرب بخصوص تهديدات إرهابية كانت تستهدف البلاد ساعدتها على تحييد الخطر الإرهابي.
وبمراجعة العلاقات المغربية الألمانية، فإن البلدين تجمعها العديد من الروابط، خاصة في المجال الاقتصادي، إلا أنها ليست روابط قوية تجعل من الرباط شريكا قويا يدفع ببرلين إلى اتخاذ قرار بحجم تغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية، مثلما حدث مؤخرا.
كما أنه بالرغم من الروابط الاقتصادية والشراكات الثنائية في مجالات الاستثمار والتجارة، إلا أن برلين كانت دائما تتخذ مواقف تعاكس المصالح المغربية في قضية الصحراء، وبالتالي فإن تغيير برلين موقفها من هذه القضية، يرجع بالأساس إلى رابط آخر غير تلك الروابط، ولا شك أن الأمر يتعلق بالتعاون الأمني، حيث تحضر الرباط في هذا المجال كشريك قوي بأبعاد دولية.
وتحدث تقارير ألمانية عديدة في الشهور الماضية قبل تغيير برلين موقفها من قضية الصحراء، عن قيام المغرب بإيقاف تعاونه الأمني مع ألمانيا على مختلف الأصعدة، وقد استمر هذا الجمود في التعاون إلى غاية إعلان الحكومة الألمانية الجديدة بدء صفحة جديدة مع الرباط تتأسس بدعم المغرب في قضية الصحراء وعدم معاكسة توجهاته.
وتأتي الزيارة التي قام بها الوفد الأمني الألماني الرفيع إلى المملكة المغربية، لتؤكد أن قوة المخابرات المغربية وأهميتها على الصعيد الدولي، هي التي فرضت على برلين تغيير موقفها من قضية الصحراء.