المصائب لا تأتي فرادى: حريق غابوي يقترب من مستشفى "كورونا" الميداني بطنجة

 المصائب لا تأتي فرادى: حريق غابوي يقترب من مستشفى "كورونا" الميداني بطنجة
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 20 يوليوز 2020 - 21:02

في الوقت الذي لا تزال فيه مدينة طنجة تحاول محاصرة البؤر الوبائية المتلاحقة التي فرضت عليها إجراءات احترازية مشددة وحرمتها من العودة إلى الحياة الطبيعية، وجدت نفسها اليوم مطالبة بالتصدي لحريق اندلع بالغابة الدبلوماسية غير بعيد عن المستشفى الميداني الذي أُحدث وسط هذا الفضاء من أجل استقبال مرضى كورونا، هؤلاء الذين أضحت أعمدة الدخان على مرمى بصر منهم الآن.

واندلعت النيران بعد ظهر اليوم الاثنين بمساحة مُشجرة توجد في محيط المركز الوطني للتخييم الذي تحول أواخر شهر يونيو الماضي إلى مستشفى ميداني مخصص لاستقبال الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا، حيث فشلت عناصر الوقاية المدنية في السيطرة على الحريق الذي ساعد الحطب الجاف والأعشاب اليابسة في انتشاره بسرعة.

وقبل عصر اليوم كان الموجودون داخل المستشفى الميداني الذي يتسع لـ350 شخصا، قادرين على رؤية أعمدة الدخان بوضوح من باحة المركز، وفق ما أكده لـ"الصحيفة" شهود عيان والذين أكدوا أن عناصر من السلطة المحلية والوقاية المدنية حلوا بعين المكان لطمأنة المرضى، مضيفين أن محاولات تطويق ألسنة النيران تتم بشكل مكثف في محيط المستشفى على أمل أن لا تضطر السلطات إلى إخلاء المصابين من هناك.

من ناحية أخرى أكدت مصادر مسؤولة أنه تم تجنيد مروحية للمشاركة في عمليات إخماد النيران، بالإضافة إلى آليات المصالح الغابوية والوقاية المدنية، دون أن تستبعد إمكانية الاستعانة بمعدات القوات المسلحة الملكية في حال ما استمر الحريق في الانتشار نتيجة الرياح التي تهب على المنطقة، مشددة على أن "الأولوية الآن لعدم وصول النيران إلى التجمع البشري الموجود وسط المستشفى الميداني".

ومما عقد الأمر أكثر أن عناصر الوقاية المدنية كانوا مطالبين بإخماد حريق آخر شب بمجموعة من المحلات في حي "بوخالف" وامتد لفضاءات مجاورة، وتزامنا مع ذلك، كانت مدينة تطوان بدورها تكافح حريقا غابويا اندلع في غابة "بني حسان" والذي استنفر عناصر الوقاية المدنية من أجل محاصرته، بعدما انتقل إلى مساحات شاسعة في ظرف حوالي ثلاث ساعات، نتيجة الرياح التي تهب على المنطقة.

وكانت سلطات طنجة قد أعادت افتتاح مركز التخييم على شكل مستشفى ميداني مخصص لمرضى كورونا بعد توقف مجموعة من المستشفيات العمومية عن استقبالهم، حيث كان من المفترض أن يتم ترحيل باقي الحالات النشطة إلى مدينة ابن سليمان، لكن ظهور بؤر صناعية متتالية فرض تجنيد هذا المركز للمرة الثانية بعدما كان قد خصص لاستقبال المرضى المحتملين للمرة الأولى في شهر مارس الماضي، وكان حينها خاضعا للأطقم الطبية التابعة للقوات المسلحة الملكية.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...