المعارضة الإسبانية تعترف بفقدان مدريد لأداة "ابتزاز" بعد دعم سانشيز للمغرب في قضية الصحراء

 المعارضة الإسبانية تعترف بفقدان مدريد لأداة "ابتزاز" بعد دعم سانشيز للمغرب في قضية الصحراء
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأحد 19 مارس 2023 - 21:12

ناقشت العديد من الأطراف الإسبانية على نطاق واسع في الأيام الأخيرة، مسألة مرور سنة على إعلان حكومة بيدرو سانشيز دعمها لمقترح المغرب لحل نزاع الصحراء عبر الحكم الذاتي، وقد اعترفت العديد من الأطراف السياسية والإعلامية التي تقف في صف المعارضة، بفقدان مدريد لأداة "ابتزاز" مهمة للرباط.

وبخلاف ما كانت تُروج له العديد من المنابر الإعلامية الإسبانية ومعها شخصيات سياسية معارضة، عقب إعلان سانشيز دعمه للمغرب في الصحراء، بأن تغيير مدريد موقفها في هذه القضية يخالف الشرعية الدولية ويُخرجها من "الحياد الإيجابي"، إلا أن خطاباتها الأخيرة تكشف أن السبب الذي يقف وراء معارضتها لسانشيز لاعلاقة له بالمبادئ الشرعية و"حقوق الانسان".

وترددت نبرة "الحسرة" على لسان العديد من المسؤولين الإسبان المعارضين وعبر التقارير الإعلامية التي تهاجم موقف سانشيز المساند للمغرب في قضية الصحراء، واعتبرت أن الأخير أصبح دمية في يد الرباط التي قامت بسلبه جميع أوراق الضغط، وأبرزها ورقة الصحرء، وبالتالي لم يعد لمدريد ما تضغط به على المغرب.

ويكشف هذا النقاش، وفق العديد من المتتبعين للشأن الإسباني، أن عدد مهم من المعارضة الإسبانية لا تدفعها الشعارات "المثالية" المتعلقة بالشرعية الدولية وقضايا حقوق الإنسان لمهاجمة سانشيز، بقدر ما تهمها ورقة الضغط التي يُمكن أن تستخدمها إسبانيا لـ"ابتزاز" الرباط في عدد من القضايا الأخرى، وهي الورقة التي ترى أنها فقدتها باعتراف سانشيز بسيادة المغرب على الصحراء بدعم المقترح الذاتي المغربي.

وبخلاف المعارضة، فإن حكومة بيدرو سانشيز، ترى أن ما أقدمت عليه سيساهم في تسريع وتيرة إيجاد حل عادل للنزاع التي عمر طويلا، معتبرة ان الحكم الذاتي هو حل واقعي وذو مصداقية من طرف المغرب، في الوقت الذي تعتبر أن تمتين العلاقات مع المغرب في جميع المجالات هو أمر مهم واستراتيجي لإسبانيا.

وكان وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، قد وجه انتقادات شديدة للمعارضة الإسبانية، وبالخصوص إلى الحزب الشعبي "PP"، حيث اعتبر ألباريس أن الأخير أصبح ينهج أسلوبا عدائيا تُجاه المغرب، وأن هذه السياسية الصدامية ستؤدي إلى أزمات خطيرة مع الجار المغربي.

وكان المغرب وإسبانيا قد اتفقا خلال الاجتماع رفيع المستوى الأخير الذي جرى تنظيمه في العاصمة الرباط في 1 و 2 فبراير الماضي بين الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، على التعاون في جميع المجالات وتجنب كل ما يُمكن أن يؤدي إلى حدوث أزمات بين الطرفين.

وحققت إسبانيا العديد من المكاسب المهمة عقب إعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء، من بينها تراجع تدافقات المهاجرين السريين على ترابها بعد زيادة التنسيق مع المغرب، والرفع من المبادلات التجارية والرفع من التعاون الأمني وغيرها من المجالات الأخرى.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...