بنشعبون غاب عن مؤتمر لهذا الغرض في باريس.. المغرب يتفادى الدعم الرسمي لمحاولات إسرائيل العودة إلى إفريقيا
فضل المغرب النأي بنفسه عن إعلان أي دعم رسمي لمساعي إسرائيل العودة إلى إفريقيا، وذلك خلال المؤتمر الذي نظمته السفارة الإسرائيلية في فرنسا لهذا الغرض، والذي استدعت له الدبلوماسيين الممثلين لبلدان القارة السمراء سواء منها التي تربطها بالدولة العبرية علاقات رسمية أم لا، وقد اختارت الرباط عدم المشاركة بسفيرها في باريس محمد بن شعبون مكتفية بتمثيلية منخفضة.
ونظمت السفارة الإسرائيلية في فرنسا هذا المؤتمر بشراكة مع مكتب اللجنة اليهودية الأمريكية في باريس، تحت شعار "عودة إسرائيل إلى إفريقيا"، واستدعت له دبلوماسيي دول إفريقيا إلى جانب مجموعة من رجال الأعمال والصحافيين والفنانين الأفارقة والفرنسيين، في محاولة لمد جسور التواصل مجددا مع القارة السمراء وكسب تأييد لمساعيها في العودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب.
واستجابت الخارجية المغربية للدعوة التي وُجهت لها من خلال بعث المُلحق السياسي لسفارة المملكة في باريس، لكن هذا الأخير لم يقدم أي تدخل ولا أي تصريح لوسائل الإعلام، وهو الأسلوب الذي انتهجته أيضا الدبلوماسية المصرية التي أوفدت إلى المؤتمر المسؤول عن الشؤون الإفريقية في السفارة.
وخلال المؤتمر تحدث وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، عبر تقنية الفيديو، مبرزا أن عودة إسرائيل إلى القارة السمراء تعني التعاون مع البلدان الإفريقية لتوفير الأمني الغذائي للملايين من سكانها، بالإضافة إلى التنسيق معها لمحاربة الإرهاب وضمان السلام والاستقرار، كما تعهد ببناء شراكة في مجال التكنولوجيا المتقدمة وخلق فرص التنمية وبناء العلاقات الدبلوماسية بشكل أعمق.
وتطرق المؤتمر الذي حمل عنوان "هل ستعود إسرائيل إلى إفريقيا؟.. التحديات والفرص" إلى ما اعتبرها "علاقات تاريخية" كانت تربط في السابق الدولة العبرية بدول القارة، وخاصة في فترة الخمسينات والستينات حين اقتحم الإسرائيليون المجال الفلاحي بخبرتهم المتطورة بالإضافة إلى المجال الدفاعي مستغلة حصول أغلب البلدان على استقلالها حديثا.
ويعتبر الإسرائيليون أن انهيار وجودهم في إفريقيا بدأ عقب حرب 1967 ثم حرب 1973 حين تحركت ضدهم الدول العربية وقطع معها حلفاؤها السابقون جميع العلاقات وأضحت القارة فضاء واسعة لدعم القضية الفلسطينية، ورغم إحياء هذه العلاقة بشكل بطيء في التسعينات بعد اتفاق أوسلو إلا أن إرهاصات العودة الفعلية لم تتم إلا سنة 2016 عندما زال بنيامين نتنياهو أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا.
ويعتبر الدبلوماسيون الإسرائيليون أن بروز الاتفاقيات الدبلوماسية بين الدول العربية وبين دولتهم الموقعة سنة 2020، والتي يُطلقون عليها "اتفاقيات أبراهام"، منعطفا جديدا للعودة إلى القارة بالنظر لكونها تشمل المغرب والسودان، إلى جانب وجود علاقات قائمة مع مصر، ومحطات أخرى مثل عودة التمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي إلى جمهورية تشاد سنة 2019.