المغرب يرفع يديه عن الحدود.. سبتة أمام صدمة تدفق المئات من الأشخاص والرئيس يطير عائدا من إشبيلية

 المغرب يرفع يديه عن الحدود.. سبتة أمام صدمة تدفق المئات من الأشخاص والرئيس يطير عائدا من إشبيلية
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 17 ماي 2021 - 20:27

في سابقة تاريخية، تشهد مدينة سبتة المحتلة اليوم الإثنين، تدفق المئات من الأشخاص، أغلبهم من جنسية مغربية، من ضمنهم أطفال ونساء، دخلوا إلى المدينة عبر السباحة الحرة أو تسلق السياج الحدودي البحري، دون تسجيل أي تدخل للقوات الأمنية المغربية لإيقاف التدفقات.

ووفق مصادر إعلامية محلية، فإن مدينة سبتة تعيش على وقع الصدمة مما يجري، حيث وجدت المصالح الأمنية الأسبانية نفسها عاجزة لردع تدفق المئات من الأشخاص، بسبب صعوبات لوجيستيكية وتقنية، ولازالت التدفقات مستمرة إلى حدود الساعة، بعدما انطلقت في ساعات متأخرة من ليلة أمس الأحد.

وحسب ما أوردته مصادر محلية بعين المكان لموقع "الصحيفة"، فإن التدفقات انطلقت من بليونش نحو منطقة بنزو بسبتة، ثم ارتفعت التدفقات من جهة تراخال، حيث ارتمى المئات من الأشخاص، جلهم شباب، في مياه البحر وأبحروا سباحة نحو المدينة.

وأضافت ذات المصادر، أن أحوال الطقس المتسمة بالحرارة، ساهمت في رفع عدد المتدفقين على سبتة بهذه الطريقة، في حين تُطرح العديد من علامات الاستفهام حول سبب رفع المصالح الأمنية المغربية أيديها عن مراقبة حدود المدينة والتصدي لتدفقات المهاجرين مثلما كانت تفعل سابقا.

الوضع المتأزم وغير المسبوق، دفع برئيس سبتة المحتلة، خوان فيفاس، إلى العودة بشكل عاجل إلى سبتة، بعدما كان قد طار إلى إشبيلية للمشاركة في اجتماع هناك، وذلك بسبب الوضع "الجدي والخطير" الذي تعرفه المدينة جراء دخول أزيد من ألفين شخص.

وحسب ما أوردته صحيفة "إلفارو دي سوتا" المحلية بسبتة في هذا السياق، فإن عدد الأشخاص الذين دخلوا إلى سبتة إلى حدود الساعة السابعة من مساء اليوم الإثنين، يفوق 2700 شخص، ويتوقع أن يعرف العدد ارتفاعا في ظل استمرار توافد عشرات الأشخاص الأخرين على حدود سبتة.

ويُرجح العديد من المتتبعين والمهتمين بالعلاقات المغربية الإسبانية، أن ما يحدث على حدود سبتة، وهو بمثابة رسالة واضحة يُرسلها المغرب إلى إسبانيا، أن ما يجري للمدينة الصغيرة القابعة في شمال المغرب، قد تشهده جل المدن الإسبانية في مقبل الأيام، في حالة اذا استمر التعنت الإسباني بشأن القضايا المغربية، وعلى رأسها قضية الصحراء.

ويرى عدد من المتتبعين، أن استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، كان النقطة التي أفاضت كأس التوتر بين البلدين، وبالتالي فإن المغرب يبدو عازما على دفع إسبانيا لاتخاذ موقف صريح وعلني من قضية الصحراء، بدل "ازدواجية المواقف".

ولازالت الخارجية الإسبانية، لم تخرج بأي تصريح رسمي حول ما يجري في سبتة، واكتفت بالإشارة إلى أن لا علم لها بأسباب تلك التدفقات من الجانب المغربي، غير أنه يتوقع أن تحمل الساعات المقبلة أخبارا جديدة بشأن هذه الأزمة التي تعيشها سبتة حاليا.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...