الملك محمد السادس: مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب "ضخم" ويعزز سيادة القارة الإفريقية طاقيا

 الملك محمد السادس: مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب "ضخم" ويعزز سيادة القارة الإفريقية طاقيا
الصحيفة - وسام الناصيري
الأثنين 20 يونيو 2022 - 12:03

اعتبر الملك محمد السادس أن مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا يعد "مشروعا ضخما" سيربط بين البلدين ويرمي إلى تعزيز السيادة الطاقية للقارة الأفريقية.

وأبرز الملك في رسالة وجهها اليوم الاثنين إلى المشاركين في مؤتمر إطلاق المنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين الذي ينعقد يومي 20 و21 يونيو بالرباط، قيمة هذا المشروع الحيوي لاقتصاد غرب القارة الأفريقية، وذلك بالحديث عن المشروع لأول مرة بشكل صريح بعد أن كان قد تم إطلاقه بمبادرة من الملك محمد السادس والرئيس محمد بخاري، وتم التوقيع على اتفاق التعاون بشأنه في ماي 2017.

وكان هذا المشروع الضخم، والذي يحتاج إلى 25 مليار دولار لتنفيذه، قد مرّ بالعديد من مراحل الضغوط السياسية التي كانت تمارسها الجزائر لإفشال المشروع، قبل أن يصل إلى مرحلة الدراسات والتمويل وتنفيذ كل ما يتعلق بمساره الذي يتضمن المرور عبر 15 دولة إفريقية، لِيصل بعدها إلى المغرب ومن ثم إلى أوروبا.

ويُعد تأكيد الملك محمد السادس على أن مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي هو تعزيز للسيادة الطاقية للقارة الافريقية، بمثابة إقرار ببدء التنزيل الفعلي لهذا المشروع الذي واجهته الجزائر بالكثير من الضغوط السياسية والكواليس التي عملت عليها دبلوماسيتها لإفشاله، من بينها الزيارة التي يقوم بها، اليوم، الإثنين، وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب إلى نيجيريا لمحاولة لإحياء مشروع خط منافس الذي لم ير النور طيلة العقدين الماضيين.

وقالت وزارة الطاقة الجزائرية إن عرقاب سيكون في نيجيريا خلال الفترة ما بين 20 و22 يونيو الجاري حيث سيجتمع بنظرائه من هذا البلد من النيجر في العاصمة أبوجا، قصد استئناف المناقشات حول مشروع خط أنابيب الغاز المار عبر الصحراء TSG، مبرزة أن الهدف هم التباحث حول "التقدم المحرز في تنفيذ القرارات المتخذة في الاجتماع السابق والخطوات التالية المؤدية لتحقيق هذا المشروع".

والواضح أن نيجيريا اختارت مشروع أنبوب الغاز الذي سيربطها بـ 15 دولة إفريقية ثم إلى المغرب قبل أن يصل إلى أوروبا، وهو ما سبق للصحافة النيجيرية أن كشفته بنشرها لمذكرة التفاهم التي وقعتها أبوجا مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) من أجل بناء خط أنبوب الغاز الذي سيربط نيجيريا بالمملكة المغربية مرورا عبر 15 بلدا في الغرب الإفريقي.

وحسب مصادر متخصصة، فإن المجلس التنفيذي الفيدرالي النيجيري، صادق على تخصيص 14,8 مليار دولار أمريكي، لتنفيذ مشروع أنبوب الغاز "النجيري المغربي"، وستذهب هذه الميزانية لإنجاز عدد من المشاريع المتعلقة بالأنبوب.

ويدخل في هذا الاتفاق، توقيع مذكرة تفاهم مع بلدان غرب إفريقيا المنضوية تحت لواء المجموعة الاقتصادية "إيكواس"، من أجل تسريع إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي الهام، والذي سيوفر الغاز لهذه البلدان وصولا إلى المغرب، ومن المغرب نحو قارة أوروبا.

وكان وزير النفط النيجيري قد أكد أن الرباط وأبوجا يعملان على تأمين التمويل لمشروع خط أنابيب يهدف إلى نقل الغاز النيجيري إلى المملكة المغربية، وبعدها إلى الأسواق الأوروبية.

وقال الوزير تيميبر سيلفا إن روسيا أبدت اهتمامها بالاستثمار في مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي المطروح منذ 2016.

مشيرا في لقاء مع الصحافيين حسب ما نقلته وكالة الأنباء البريطانية "رويترز" أنّ مستثمرين روس اجتمعوا به في مكتبه، وعبروا عن رغبتهم بشدة في الاستثمار في هذا المشروع، كما أن هناك العديد من الجهات الأخرى التي ترغب أيضًا في الاستثمار في مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري العابر لـ 11 دولة إفريقية".

وقال وزير الموارد البترولية النيجيري، إن خط الأنابيب سيكون امتدادًا لمنشأة تضخ الغاز من جنوب نيجيريا إلى بنين وتوغو وغانا منذ عام 2010. مضيفا: "نريد أن نوصل نفس خط الأنابيب هذا إلى المغرب".

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...