الناقد السياسي حازم صاغية: لا حل في لبنان مع بقاء سلاح حزب الله.. ووحدة الدول العربية "خرافة" يجب تجاوزها

 الناقد السياسي حازم صاغية: لا حل في لبنان مع بقاء سلاح حزب الله.. ووحدة الدول العربية "خرافة" يجب تجاوزها
الصحيفة من الرباط
الجمعة 3 دجنبر 2021 - 12:07

خلاصات مثيرة للانتباه تلك التي توصل إليها الصحافي والناقد السياسي اللبناني المعروف، حازم صاغية، خلال مشاركته في برنامج "المقابلة" على قناة "الجزيرة"، بخصوص المسار الحالي للدول العربية التي باتت عالقة بين أنظمة استبدادية وثورات مُجهضَة وحلم الوحدة الذي يعتبره مجرد خرافة، حيث اعتبر أن حل مجموعة من الأزمات، بما في ذلك الأزمة اللبنانية، قد لا يعني بالضرورة بقاء البلد موحدا، منتقدا أيضا حركات "المقاومة" في لبنان وفلسطين التي يرى أنها مثال حي لترسيخ الطائفية.

ويرى العروبي السابق، وصاحب كتاب "الانهيار المديد: الخلفية التاريخية لانتفاضات الشرق الأوسط العربي"، أن المنطقة العربية في عمومها نشأت عن السلطنة العثمانية، حيث لم يكن هناك مفهوم للدولة بمعناها الحديث إلى أن جاء الانتدابات الأوروبية التي أقامت الدول، لكن الأنظمة التي ورثت الاستعمار في عمومها لم تطور العلاقات الأهلية بين الجماعات والعصبيات والطوائف والإثنيات، بل بالعكس فاقمت الانقسامات فيما بينها.

الوحدة العربية.. خرافة!

ويقول صاغية إن هذه الأنظمة، خصوصا في سوريا والعراق، تماهت مع فئة ما من المجتمع، لتصل، عبر مسار طويل، إلى تدمير ما هو قائم من نسيج اجتماعي، موردا "في لبنان حاليا ليس هناك شيعي أو سني أو مسيحي يطيقون غيرهم، كحالة عامة"، وأوضح أن هذا الوضع في صياغة الدول المركزية القائمة، غير قائم للعيش ولا بد من إنهائه عبر إزالة الطابوهات، مبرزا أنه "من الصعب جدا أن نرى سنيا وعلويا يقاتلان معا من أجل التغيير".

ويعتبر الصحافي اللبناني أنه في ظل كل هذا يستحيل الوصول إلى الديمقراطية ومن الصعب جدا الإطاحة بنظام قمعي متماهٍ مع إحدى تلك الجماعات، مبرزا أن الأولوية الآن "لمصلحة البشر قبل الدول، إذا أمنت بشكل أفضل بدولة كبيرة فليكن"، قبل أن يُعرج على انتقاد فكرة الوحدة العربية ببعض السخرية، قائلا "حين لا تستطيع توحيد بيروت الشرقية والغربية، كيف لك أن تبني دولة واحدة من المحيط للخليج".

ويرى صاغية أن ما يجمع العرب "مواصفات ثقافية ومصالح اقتصادية يمكن تطويرها عبر الجماعات لكننا لم نكن أمة وحدة"، ويضيف "الحديث عن شيء مركزي يجمع بين كل هذه الدول خرافة، أحيانا ننسب المركزية للدور المصري وأحيانا للقضية الفلسطينية، الواقع أن كل بلد مركز لنفسه، وعلى كل بلد أن يهتم بتطوير وطنيته غير الشوفينية ولا العنصرية، المنفتحة على الوطنيات العربية الأخرى، حتى نصل إلى علاقات عربية أسلم بكثير، وحتى نزيل مخاوف الأطراف الأضعف من الأطراف الأقوى".

حزب الله.. "مقاومة" فوق لبنان

ويوضح الناصري ثم البعثي السابق أن وجود مشكلة الأقليات في المنطقة صحيحة، لكن "هناك فرق بين ما يفعله حزب الله حين يأتي بالمقاتلين والأسلحة من إيران، وبين ما تقوم به بعض الأقليات حين تفتح الباب لمجيء تأثيرات ثقافية وفكرية من الغرب (في إشارة على موارنة لبنان)"، قبل أن يورد "مشكلة الأقليات لا تُحل بالمنطقة إلا بحل مشكل الأغلبيات، أي أن يكون هناك مناخ يضمن حرية الجميع"، مبرزا أن مفهوم الأقلية ليس عدديا فقط، قد تكون مجموعة ما أكثرية عددية وأقلية سياسية، على غرار السنة في سوريا، والطرف الأكثر تضررا وتعرضا للقتل والتدمير هناك حاليا هو السنة".

وعرج صاغية بكثير من الإسهاب على موضوع المقاومة، والتي لا يرى فيها إلا "حروبا أهلية مقنعة" لكون "حمل طرف ما للسلاح يخوف من لا يحملون السلاح"، مبرزا أن "حزب الله" اللبناني "حالة استثنائية في العالم، فليس هناك طرف في أي دولة يحمل السلاح بموازاة الدولة وبشكل أقوى من الدولة، هناك إلى جانبه المستوطنون بإسرائيل والميليشيات العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها ليست أمثلة ترتجى وتقلد".

وشدد صاغية على أن سلاح حزب الله هو "السبب الأهم والأبرز لما تعيشه لبنان، ولا يمكن إصلاح الوضع اللبناني دون إيجاد حل لذلك"، مضيفا "لقد وصل بتجاوزه للسيادة اللبنانية إلى حد خوض حرب في سوريا ضد الشعب السوري"، ليخلص إلى أن المقاومة من الأساس "أداة عسكرية مسلحة في غفلة عن الدولة اللبنانية مدعومة من النظامين السوري والإيراني حتى تبقى ممسكة بالوضع اللبناني"، مبرزا أن هناك قرار لإبقاء السلاح تحت أي ذريعة،" أحيانا بسبب مزارع شبعا وأحيانا بسبب القضية الفلسطينية"، وأشار إلى أن "حزب الله مقاومة صفت المقاومات الأخرى في لبنان حتى تقوم بوظيفتها وهي من جهة محلية طائفية ومن جهة أخرى إقليمية وظيفية".

حماس والدولة الفلسطينية

ولا يختلف توصيف صاغية لحزب الله كثيرا عن توصيفه لحركة "حماس" الفلسطينية، التي يرى فيها أيضا "حزبا طائفيا دينيا وقمعيا وقسريا"، ومنها عرج على القضية الفلسطينية التي قال إنه "لا توجد وصفة سحرية لحلها"، لكنه تساءل "هل الأولوية لسعادة الفلسطينيين أو لقداسة القضية؟ ففي مرات كثيرة يتناقض الأمران".

وأوضح الصحافي اللبناني أن ما يهمه حاليا هو "مصلحة الفلسطينيين كبشر وشعب أكثر من الولاء للقضية"، مبرزا أن دولة في الضفة الغربية وقطاع غزية، لو حشدت لها جهود كبيرة وأمكن الاستفادة من تحولات المنطقة، ستُصبح هدفا ممكنَ التحقيق، أما تحرير كل فلسطين فهدف خيالي يقوم على حساب الفلسطينيين المدنيين وعلى حساب المجتمعات المجاورة لفلسطين، مشددا على أن "إسرائيل حاليا في وضعية إمبراطورية في المنطقة شئنا أم أبينا".

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...