"برلمان" سبتة يرفض مقترحا لحزب "فوكس" يطالب فيه بمنع استيراد البضائع الفلاحية المغربية إلى المدينة

رفض "برلمان" مدينة سبتة، أو ما يُعرف بالجمعية العامة، بالإجماع، مقترحا كان قد تقدم به حزب "فوكس" اليميني المتطرف، يطالب فيه بمنع استيراد البضائع الفلاحية المغربية إلى المدينة، بدعوى أنها "ملوثة"، بناء على تنبيهات صحية سابقة متعلقة بشحنة للفروالة المغربية.

ووفق ما أوردته الصحافة المحلية بسبتة، فإن جميع الأحزاب السياسية بالمدينة الممثلة في الجمعية العامة، رفضت هذا المقترح، وقد اعتبر ممثل حزب العمال الاشتراكي، بأن مشكلة "فوكس" هي مع المغرب وليس مع البضائع، مشيرا إلى أن التنبيهات الصحية التي تُطلقها السلطات في إسبانيا تشمل حتى دولا أخرى، لكن حزب "فوكس" لا يهتم إلا بالمغرب حسب تعبيره.

وانتقد سياسيون آخرون في سبتة ما وصفوه بـ "سياسة الكراهية" التي ينهجها حزب "فوكس" ضد المغرب، مشيرين إلى أن إسبانيا لا تستورد أي بضائع ملوثة، وعندما يتم رصد أي حالة تلوث فيتم إتلافها وإطلاق إشعارات بشأنها، مؤكدين على الثقة الكاملة في السلطات الصحية التي تعمل على مراقبة البضائع التي يتم استيرادها من الخارج.

ويلجأ حزب "فوكس" إلى مهاجمة المغرب واتهامه في كل فرصة تسنح له، حيث يعتبره بأنه بلد "عدو" لإسبانيا، ويُطلق اتهامات عديدة، من قبيل بأن المغرب يستعد للهجوم على سبتة ومليلية في أية لحظة من أجل استرجاعهما، وقد طالب سابقا من مدريد مطالبة حلف "الناتو" بحماية المدينتين.

وبخصوص الاشعارات الصحية بخصوص البضائع الفلاحية المغربية، فقد كانت السلطات الصحية الأوروبية قد أصدرت في الأسابيع الماضية، إشعارا تدعي فيه بأن شحنة فراولة مغربية تم رصدها في أحد الموانئ الإسباني، تحتوي على فيروس الكبد الوبائي A كما أصدر السلطات الصحية الإسبانية، أمس الجمعة تحذيرا جديدا بشأن شحنة من البطيخ المغربي، يشتبه في احتوائها على مبيد "الكلوربيريفوس" المحظور داخل الاتحاد الأوروبي وفي المملكة على حد سواء.

وخلفت هذاهالإشعارات حالة جدل كبيرة، وتزامنت مع احتجاجات الفلاحين الإسبان ضد السياسة الأوروبية الفلاحية التي ترتكز على الرفع من استيراد البضائع من خارج الاتحاد، وتقليص الاعتماد على القطاع الفلاحي المحلي، لتنطلق سلسلة من الهجمات على البضائع الفلاحية المغربية.

وبالرغم من أن وزارة الفلاحية المغربية، خرجت ببلاغ نفت فيه صحة الإشعار الأوروبي، وأكدت بناء على اختبارات قامت بها، بعدم وجود أي تلوث في الفراولة المغربية، إلا أن ذلك لم يساهم في تراجع حدة الهجوم على البضائع المغربية، مما دفع بالحكومة للتدخل لدى الدول الأوروبية لحماية صادرات المملكة نحو أوروبا.