بعد إعلان لندن دعمها للحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء.. البوليساريو تبعث وفدا لوزارة الخارجية البريطانية

 بعد إعلان لندن دعمها للحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء.. البوليساريو تبعث وفدا لوزارة الخارجية البريطانية
الصحيفة من الرباط
السبت 9 غشت 2025 - 9:00

بعثت جبهة البوليساريو الانفصالية وفدا إلى مقر وزارة الخارجية البريطانية، برئاسة ما تسميه بـ"وزير خارجيتها" محمد يسلم بيسط، للقاء وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هاميش فالكونر، في محاولة يبدو أنها من أجل محاولة التأثير على توجه لندن الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي.

ويأتي هذا التحرك بعد إعلان بريطانيا، مطلع يونيو الماضي، دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، واعتبارها "الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية من أجل تسوية دائمة للنزاع"، وهو ما شكل ضربة قوية لرهانات الجبهة على الحكومة العمالية الجديدة بقيادة كير ستارمر.

اللقاء، الذي جرى الثلاثاء الماضي بمقر الخارجية البريطانية، لم يسفر – على ما يبدو – عن أي نتائج ملموسة تصب في مصلحة البوليساريو، حيث لجأت الجبهة في بيانها الرسمي إلى استعمال عبارات فضفاضة من قبيل "التمسك بالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة" و"احترام حقوق الإنسان والشعوب"، دون أن تشير إلى أي تغيير في الموقف البريطاني.

وأكد بيان الجبهة أن الطرفين شددا على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي عادل وسلمي ومقبول من الطرفين"، وهي صيغة مألوفة في أدبيات الأمم المتحدة، لكنها بعيدة عن أي إشارة إلى تراجع لندن عن دعم مقترح الحكم الذاتي.

اللافت أن وزارة الخارجية البريطانية لم تصدر أي بلاغ حول هذا اللقاء، وهو ما يعزز الانطباع بأن الاجتماع كان بروتوكوليا أكثر منه سياسيا، ولم يفضِ إلى أي التزامات جديدة من الجانب البريطاني تجاه أطروحة الانفصال.

وتكشف هذه المعطيات، وفق عدد من المهتمين بملف الصحراء، أن البوليساريو كانت تأمل في كسر الزخم الذي حققه المغرب دبلوماسيا مع لندن، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في يونيو الماضي، التي وصف فيها الموقف البريطاني بأنه "تطور مهم وتاريخي" في مسار القضية.

كما أن اللقاء جاء بعد سلسلة خيبات تلقتها الجبهة من حكومة كير ستارمر، التي لم تكتفِ بدعم مقترح الحكم الذاتي، بل جددت تأكيدها على استمرار الشراكة التجارية مع المغرب، بما يشمل إقليم الصحراء، وهو ما أعلنه هاميش فالكونر نفسه أمام مجلس اللوردات البريطاني العام الماضي.

وكان فالكونر قد أوضح آنذاك أن المملكة المتحدة "لا تعتبر النشاط التجاري في الصحراء الغربية غير قانوني طالما يحترم مصالح السكان"، مضيفا أن لندن "تواصل دعم جهود الأمم المتحدة والمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا لدفع العملية السياسية".

ويبدو أن الرهان الذي وضعته الجبهة على الخلفية اليسارية للحزب العمالي الحاكم قد خاب، إذ أن اعتبارات المصالح الاقتصادية والاستراتيجية مع المغرب طغت على أي اعتبارات أيديولوجية محتملة في موقف لندن.

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تعكس محاولة من البوليساريو لاحتواء تداعيات الموقف البريطاني الأخير، لكنها انتهت بنتيجة عكسية، إذ أظهرت محدودية قدرتها على التأثير في مواقف الدول الكبرى، خاصة تلك التي ترتبط بعلاقات استراتيجية مع الرباط.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

الصحراء للمغرب.. والمصالح للجميع

منصات التواصل الاجتماعي، هي بالتأكيد فضاء يلتقي فيه الجميع، العقلاء والمعتوهون، المنصفون والحاقدون، الذين يتكلمون في ما لا يفهمون، والذين لا يتكلمون في إلا في ما يفهمون... هو بحر متلاطم ...