بعد انتهاء كأس العالم.. أخنوش وجها لوجه أمام معاناة الشعب المغربي مع ارتفاع الأسعار و"اكتئاب مع بعد المونديال"

 بعد انتهاء كأس العالم.. أخنوش وجها لوجه أمام معاناة الشعب المغربي مع ارتفاع الأسعار و"اكتئاب مع بعد المونديال"
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 19 دجنبر 2022 - 20:30

أسدل مونديال قطر 2022 أمس الأحد ستاره مُعلنا نهاية شهر من التنافس الكروي ذو المستوى العالي الذي انتهى بفوز ميسي ورفاقه بكأس العالم، وبإنجاز تاريخي للمنتخب المغربي الذي حل في المرتبة الرابعة، وهو ما يعني أنه في الأيام القليلة الماضية ستعود الحياة إلى طبيعتها، وسيعود معها المواطن المغربي بالخصوص إلى مواجهة واقعه "المرير".

وعاش المغاربة لأول مرة في تاريخ المونديال على وقع العديد من الانتصارات والإنجازات غير المسبوقة، بدأت بتأهل المنتخب المغربي إلى دور الستة عشر متصدرا مجموعة السادسة بعد تعادل سلبي مع كرواتيا وانتصار على بلجيكا بهدفين لصفر، ثم انتصار آخر في المباراة الثالثة أمام كندا بنتيجة 2-1.

وتواصلت أفراح الشعب المغربي بتجاوز أسود الأطلس لمنتخب "لاروخا" الإسباني في دور الستة عشر بالضربات الترجيحية بعد انتهاء المباراة بتعادل صفر لمثله، ليضرب المنتخب المغربي موعدا أمام البرتغال المرشحة للفوز بكأس العالم بقيادة كريستيانو رونالدو، لكن أشبال وليد الركراكي كان لهم رأي آخر وأقصوا البرتغاليين برأسية "تاريخية" ليوسف النصيري قادت المغرب لأول مرة في تاريخ العرب والأفارقة إلى نصف نهائي المونديال لمواجهة الدياكة الفرنسية.

وبالرغم من أن حلم أسود الأطلس توقف أمام فرنسا بعد الهزيمة بهدفين لصفر، ثم الهزيمة في مباراة الترتيب أمام المنتخب الكرواتي بنتجية 2-1، إلا أن ذلك لم يُغير كثيرا من الفرحة العارمة للمغاربة بهذا الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس، حيث أصبح المنتخب المغربي مضرب المثل في القتالية في الملعب وأشادت به جميع الجماهير في العالم.

الآن بعد انتهاء المونديال، يستعد المغاربة للعودة إلى روتينيهم اليومي الذي غضوا الطرف عنه طيلة شهر من هذه المنافسة الكروية الأضخم في العالم، وهو الروتين اليومي الذي يصطدم بواقع اجتماعي مُعقد وصعب جراء الارتفاع الكبير للأسعار، وفشل حكومة أخنوش في التخفيف عن المواطنين المغاربة بإجراءات ملموسة بالرغم من الوعود "الهائلة" التي كانت قد رفعها أخنوش خلال حملته الانتخابية.

وينضاف هذا الواقع المرير، إلى ما تتحدث عنه العديد من الدراسات العلمية مؤخرا، عن معاناة شريحة عريضة من سكان العالم، وخاصة عشاق كرة القدم، من حالة نفسية يُطلق عليها "اكتئاب ما بعد المونديال"، وهو حالة نفسية مُحبطة تنتاب متابعي كرة القدم بعد انتهاء الحماس الكروي الكبير في المونديال، والعودة إلى رتابة الحياة وعدم قدرة المنافسات الكروية الأخرى تحقيق ذروة الحماس الذي يُوفره كأس العالم لعشاقه.

ويبدو أن المواطنين المغاربة العاشقين لكرة القدم، سيجدون أنفسهم في الأيام المقبلة، أمام معاناة "اكتئاب ما بعد المونديال"، إضافة إلى اكتئاب آخر متعلق بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تزداد تعقدا، في ظل عدم وجود مؤشرات إيجابية من طرف الحكومة لاتخاذ إجراءات لتحسين الوضع.

وفي هذا السياق، تفاجأ المغاربة بارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية خلال المونديال، وعلى رأسها الحليب الذي ارتفع إلى 4 دراهم بعدما كان مطلب المواطنين خلال سنوات قليلة مضت هو تخفيض سعره من 3 دراهم ونصف إلى أقل من 3 دراهم.

ويرى الكثير من المتتبعين للوضع الاجتماعي في المغرب، أن حكومة أخنوش ستجد نفسها في الأيام الماضية أمام ضغوطات شعبية هائلة، قد تكون أكثر مما كانت عليه في الشهور التي مضت، وبالتالي فإن هذه الحكومة سيكون على عاتقها تدبر الأوضاع والاستجابة إلى مطالب المواطنين تفاديا للوصول إلى وضع أكثر تعقيدا.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...