بعد حملات دعائية حضر فيها المغرب بقوة.. الجزائر تنتخب رئيسها

 بعد حملات دعائية حضر فيها المغرب بقوة.. الجزائر تنتخب رئيسها
الصحيفة - بديع الحمداني
الخميس 12 دجنبر 2019 - 15:00

تنطلق اليوم الخميس 12 دجنبر 2019، عملية التصويت الانتخابية في الجزائر، لاختيار رئيس للبلاد من ضمن 5 مترشحين، يتعلق الأمر بعلي بن فليس مرشح حزب طلائع الحريات، وعبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل، والمرشح الحر عبد المجيد تبون، وعز الدين مهيوبي عن التجمع الوطني الديمقراطي، وعبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني.

وذكرت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وفق مصادر إعلامية جزائرية، إن عدد الناخبين الجزائريين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، يفوق 24 مليون شخص، من ضمنهم أزيد من 900 ألف يوجدون في الخارج مسجلون بالمراكز الديبلوماسية والقنصلية، يحق لهم بدورهم الادلاء بأصواتهم.

وتنطلق عملية التصويت وسط احتجاجات ودعوات بالمقاطعة من طرف عدد كبير من نشطاء الحراك الجزائري، احتجاجا على الأسماء المترشحة، والتي يرون أنها تعود للعهد القديم، عهد بوتفليقة، في حين يطالب آخرون بإجرائها من أجل إخراج البلاد من الأزمة التي تعيش فيها.

ويبدأ الجزائريون اليوم في الإدلاء بأصواتهم، بعد حملات دعائية للمترشحين امتدت على مدى أيام طويلة، حيث قدم المترشحون الخمسة وعودهم الانتخابية، ووعدوا بإخراج البلد من الأزمة التي يعيشها، ونشر قيم الديموقراطية في الجزائر، وهي القيم التي اندثرت في عهد بوتفليقة.

وشهدت هذه الحملات الدعائية، حضور إسم المغرب بقوة فيها، خاصة في ملفي الحدود البرية المغلقة بين البلدين، وقضية الصحراء، حيث أدلى جميع المترشحين بآرائهم في القضيتين أو إحداهما، فمنهم من عبّر عن رغبته في إيجاد حل لجميع المشاكل مع المغرب، ومنهم من اتسمت ردوده بالغموض.

وكان بن فليس أكثر المترشحين الجزائريين الذين عبروا في خرجاتهم الإعلامية، عن استعداده للتحاور مع المغرب، وأكد على أهمية الحوار لحل الملفات العالقة بين البلدين، وكشف صراحة عن نيته في التحاور مع المغرب لفتح الحدود وحل مشكلة الصحراء. وقد صار على منواله مرشح حزب المستقبل عبد العزيز بلعيد، الذي أكد رغبته على غرار بن فليس بتجاوز المشاكل مع المغرب وإحياء المغرب العربي الكبير.

كما كانت خرجات عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني أكثر إيجابية من عز الدين مهيوبي مرشح التجمع الوطني الديمقراطي، حيث اعتبر المغرب بلد شقيق وأكد على ضرورة فتح الحدود، في حين اتسمت ردود مهيوبي بالغموض، واعتبر أن تلك الملفات سيأتي أوان نقاشها بناء على المعطيات الكائنة على أرض الواقع.

وعلى عكس الجميع، فإن المرشح الحر عبد المجيد تبون، فإن ردوده في خرجاته الإعلامية اتسمت بالموقف الجزائري العنيد الذي كان عليه في عهد بوتفليقة، حيث طالب المغرب بتقديم اعتذار قبل فتح الحدود، محملا مسؤولية إغلاق الحدود للنظام المغربي الذي سبق أن فرض التأشيرة على الجزائريين في سنة 1994 عقب تفجيرات ارهابية شهدتها مراكش وتورط فيها جزائريون، فردت الجزائر بإغلاق الحدود، كما أن تبون اعتبر أن مشكلة الصحراء هي لا تخص الجزائر.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...