بعد وفاة مفتشتين بالعرائش.. وزارة التربية الوطنية تُطلق جردا وطنيا لوسائل التنقل
طلبت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي من الأكاديميات الجهوية موافاتها، بشكل عاجل، بجرد شامل ودقيق لكل الوسائل اللوجستية الموضوعة رهن إشارة هيئة التفتيش والتأطير والمراقبة والتقييم، وفي مقدمتها وسائل التنقل، التي عادت إلى واجهة النقاش العمومي عقب حادثة العرائش التي أودت بحياة مفتشتين تربويتين أثناء أداء مهامهما على متن سيارة مصلحة وُصفت بأنها مهترئة.
الوزارة، عبر مراسلة موجهة إلى مديرات ومديري الأكاديميات الجهوية، شددت على ضرورة تقديم الوضعية الراهنة لأسطول السيارات المخصص للتنقل، وتحديد الشغالات البنيوية لأماكن عمل الهيئة، بما في ذلك وضعية إحداث وتأهيل وتجهيز مقرات المفتشيات الإقليمية، إلى جانب عرض برامج العمل الخاصة بالمشاريع المرتبطة بتحسين هذه البنيات.
وحددت الوزارة يوم الأربعاء 17 دجنبر 2025 كأجل أقصى لتوصل الكاتب العام بالنيابة بجميع هذه المعطيات، مع التأكيد على أن تحسين ظروف اشتغال الهيئة ليس تفصيلا تقنيا، وإنما عنصر مفصلي لضمان أداء أدوارها داخل المنظومة التربوية، وتعزيز شروط العمل التي تنعكس مباشرة على جودة التعلمات.
وتأتي هذه الخطوة بعد موجة واسعة من الاستنكار، إثر الحادثة المأساوية التي شهدها إقليم العرائش، والتي أثارت ردود فعل قوية على منصات التواصل الاجتماعي وفي بيانات الفاعلين التربويين، حيث جرى الحديث عن أن السيارة التي كانت تقل المفتشتين تجاوزت سنوات الخدمة المسموح بها، وفي حالة تقنية متدهورة.
وكانت نقابة مفتشي التعليم قد أعلنت في وقت سابق عن سلسلة إجراءات تصعيدية، مؤكدة أن استمرار مخاطر التنقل غير المقبولة يفرض وقفة احتجاجية حازمة، حيث أعلنت النقابة تعليق جميع مهام التفتيش والتأطير والمراقبة خارج المدار الحضري ومراكز الأقاليم، كلما غابت الشروط الدنيا للسلامة في سيارات المصلحة.
ورافقت تلك التحركات النقابية مع إعلان حداد لثلاثة أيام، وحمل الشارة السوداء في جميع الأنشطة المهنية، في رسالة رمزية مفادها أن حادثة العرائش لم تكن مجرد واقعة عابرة، بل عنوانا لاختلالات عميقة في تدبير اللوجستيك والموارد المخصصة لهيئة التفتيش بحسب بيان للنقابة التي طالبت بفتح تحقيق عاجل في الحادثة حينها، مع نشر نتائجه للعموم، احتراما لحق الضحايا ولأجل تحديد المسؤوليات، مؤكدة أن تحسين ظروف العمل ليس مطلبا فئويا بل ضمانة أساسية لحماية أرواح العاملين في القطاع.




