بنعيسى: تقنين زراعة "الكيف" سيعيد كرامة الآلاف من الفلاحين بعد عقود من "الخوف"

قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، السعيد أمزازي، اليوم الخميس، أن مجلس الحكومة شرع عبر تقنية المناظرة المرئية في دراسة مشروع قانون رقم 13.21 يتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، الذي قدمه وزير الداخلية، على أن يتم استكمالها والمصادقة عليه في المجلس الحكومي القادم.

ولم يضف الناطق الرسمي باسم الحكومة، أي تفاصيل عن ما تم دراسته حتى الآن حول تقنين زراعة القنب الهندي في المغرب داخل المجلس الحكومي حتى الآن، ما يعني أن الحكومة ستخصص المهلة الفاصلة بين اللقاء المنعقد اليوم واللقاء المقبل، من أجل إعطاء الوقت لدراسة هذا القانون من مختلف الجوانب ومع أطراف أخرى قبل الخروج بالقرار النهائي.

ويرى عدد من المتخصصين والمهتمين في المغرب، أن تقنين زراعة القنب الهندي "الكيف"، التي يُعتبر المغرب من أكثر البلدان العالمية إنتاجا لهذه النبتة، سيكون له فوائد كثيرة، سواء في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وحتى في المجال الحقوقي، المتعلق بحق الإنسان في العيش في ظروف آمنة.

وفي هذا السياق، قال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان في تصريح لموقع "الصحيفة"، بأن تقنين زراعة القنب الهندي في المغرب سيعيد الكرامة لآلاف الفلاحين والمزارعين الذين يعيشون تحت خوف مستمر من الملاحقات والمتابعة الأمنية والقضائية منذ عقود، بسبب عدم قانونية النشاط الفلاحي الذي يمارسونه.

وأضاف بنعيسى بأن هناك تقديرات تشير إلى أن أكثر من 40 آلاف فلاح صدرت في حقهم متابعات قانونية، بسبب شكايات على أنشطتهم الفلاحية، وهي في أغلبها شكايات كيدية، مما يجعل هذه الفئة في خوف دائم من الاعتقال.

وأشار بنعيسى أن تقنين زراعة "الكيف"، لن يعيد فقط كرامة هؤلاء، بل سيعيد أيضا لهم "حقهم في التنمية والشغل في إطار منظم وقانوي، وهو ما سيؤدي إلى تغيير نظرتهم على هذه الزراعة بشكل عام، وسيشكل لهم ارتياحا نفسيا"، مضيفا أن "على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها، باعتبارها هي المسؤولة عن تهميش هذه المناطق التي تعتمد على زراعة القنب الهندي، وبالتالي هي من عليها إيجاد البدائل".

ويرى عدد من المتتبعين لهذه القضية، أن من أبرز فوائد تقنين زراعة القنب الهندي، هو إنهاء المتابعات القضائية والأمنية في حق الفلاحين البسطاء، خاصة الذين يذهبون ضحايا لشكايات كيدية الغرض منها الانتقام، ناهيك عن الفوائد الأخرى المرتبطة بإيجاد فرص عمل قانونية وقارة، والتأسيس لقطاع فلاحي قادر على النمو خلال السنوات المقبلة.

وتدرس الحكومة المغربية، تقنين هذه الزراعة، للاستفادة منها في قطاعي الطب والتجميل، نظرا للاهتمام العالمي الكبير بنبة القنب الهندي بسبب فوائدها الكثيرة والتي تدخل في أدوية طبية ومواد تجميلية.