بنكيران لأعضاء حزبه: قناعاتكم تناقض أفعالكم اليومية
انتقد رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، التناقض المرصود بين "قناعات" مجموعة من أعضاء حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح وأفعالهم اليومية، معتبرا، خلال لقاء جمعه أمس الثلاثاء بمنزله في الرباط بمنتخبي حزبه القادمين من مقاطعة "بني مكادة" بطنجة، اتجاه "الحركة الإسلامية" نحو الاهتمام بالانتخابات والحكومات مقابل نسيان "الاستقامة الذاتية" لأعضائها.
وقال الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية إن أكثر ما يقلقه في تصرفات أعضاء الحزب والحركة ليست الأمور المتعلقة بالصلاة والصوم، وإنما "تطابق العقيدة والقناعات مع الأفعال والسلوكات اليومية"، موردا أنه يعاين وجود اختلال بين الأمرين، منتقدا استسهال بعض الإسلامين لـ"خرق قوانين السير أو التهرب من أداء الضريبة حين يستطيعون ذلك".
واعتبر ابن كيران أن الحركة الإسلامية في العالم وجهت مشروعها نحو "الحكم والحكومات والانتخابات والمجتمع، لكن أعضاءها نسوا استقامتهم الذاتية"، موردا أن هذه "الاستقامة" يجب أن تشمل كل مناحي الحياة وليس فقط العمل السياسي، ودعا أعضاء حزبه إلى ممارسة نقد ذاتي وتطبيق القناعات التي يدعون الناس إليها في حياتهم اليومية.
وحسب ابن كيران فإن "الإسلاميين" في حاجة إلى "ثورة" مع ذواتهم وفي حياتهم اليومية وفي أماكن اشتغالهم، معتبرا ذلك وسيلة لتجاوز العديد من المشاكل في مجالات التعليم والصحة وتدبير الشأن العام، وأضاف أن "أغلب الناس يرجعون هذه المشاكل للدولة ولا أحد يرجعها إلى نفسه"، داعيا أعضاء حزبه إلى أن يكونوا أشد حرصا على تطبيق القانون.
وذكَّر رئيس الحكومة السابق أن تياره لم يأت لمنازعة الدولة سلطتها، وقطع مع مثل هذه الأفكار منذ أن اختار الاشتغال من داخل المنظومة القانونية، "لذلك قمنا بتأسيس جمعية ثم حزب ثم شاركنا في العمل السياسي وصوتنا لصالح الدستور"، مذكرا أعضاء حزبه بأن الناس "لا يصوتون عليكم لأنكم متدينون ولكن لأنكم تنحون منحى الصواب".
ورغم أن ابن كيران اعتبر أن أداء منتخبي حزبه في مختلف الجماعات كان "مُشرفا"، إلا أنه دعاهم إلى المزيد من "الرفق بالناس والإنصات لهم دون السماح بالفوضى"، موردا أن دخول حزبه مجال تدبير الشأن العام لم يكن بهدف "الفوز بالانتخابات وإنما من أجل إصلاح المجتمع"، وهو الشيء الذي دعا منتخبي "البيجيدي" إلى تذكره دائما.
