تأكد تورطهم بعد سقوط نظام الأسد.. اعتقال عناصر "البوليساريو" في سوريا يدعم اتهامات المغرب للجبهة بالتبعية لإيران

 تأكد تورطهم بعد سقوط نظام الأسد.. اعتقال عناصر "البوليساريو" في سوريا يدعم اتهامات المغرب للجبهة بالتبعية لإيران
الصحيفة من الرباط
الخميس 13 فبراير 2025 - 12:00

عند سقوط نظام بشار الأسد في دمشق بتاريخ 8 دجنبر 2024، بدأت تروج أنباء عن بقاء المئات من عناصر جبهة "البوليساريو" الانفصالية، محاصرين داخل الأراضي السورية في انتظار مصير مجهول، بعد سنوات من القتال إلى جانب الميليشيات الداعمة للرئيس المُطاح به، والمتورطة في تقتيل ما يقارب ربع مليون مواطن سوري مدني.

هذه الأنباء أصبحت في حكم المؤكد، بعدما أعلنت كل من إذاعة "مونتي كارلو" الدولية، و"تلفزيون سوريا" الموالي للحكومة الانتقالية الحالية، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الجديد أحمد الشرع، قرر إخضاع عناصر الجبهة الانفصالية، للمحاكمة، إلى جانب العسكريين الجزائريين الذين كانوا يقاتلون في صفوف القوات الداعمة للأسد، رافضا طلبا من قصر المُرادية بتسليمهم.

ما جرى الكشف عنه أول أمس، يتلخص في أن الرئيس الانتقالي لسوريا، أحمد الشرع، رفض طلبا تقدمت به الجزائر، عن طريق وزير الدولة، وزير الخارجية، أحمد عطاف، بتسليمها عناصر "البوليساريو" رفقة القادة والجنود الجزائريين الذين تم القبض عليه، وهو أمر لا يؤكد فقط مشاركة الانفصاليين في القتال على الأراضي السورية، بل يُثبت أن الجزائر هي الجهة التي تولت بعثهم.

التصريحات المنسوبة للشرع، تكشف أن مسلحي الجبهة شاركوا في جرائم ضد الإنسانية، فقد أخبر عطاف أن "العسكريين الجزائريين من رتبة "لواء" وحوالي 500 جندي من الجيش الجزائري ومليشيات البوليساريو سيخضعون للمحاكمة إلى جانب بقايا فلول الأسد الذين تم القبض عليهم"، مشددا في المقابل على أن "جميع المعتقلين، سواء من الجيش الجزائري أو البوليساريو، سيُعاملون وفق القواعد الدولية المنظمة لمعاملة أسرى الحرب".

هذا الأمر يفسر لماذا اختارت "البوليساريو" الصمت تجاه تطور الأحداث في سوريا، قبل أن يلعب قياداتها ورقة ضغطٍ مع السلطات الجزائرية في مواجهة الإدارة الجديدة وتركيا، حين استقبلت في يناير الماضي، وفدا من الانفصاليين الأكراد القادمين من مناطق شمال شرق سوريا، الخاضعة لقوات "سوريا الديمقراطية"، والتي تُديرها "الإدارة الذاتية لشمال سوريا" المعروفة اختصارا بـ"روج آفا"، حيث زاروا مقرات الجبهة في تندوف والتقطوا صورا مع عناصرها، وأظهر صور جماعية رفع علم الجبهة الانفصالية إلى جانب عَلَمين يُمثلان المناطق الكردية الانفصالية.

ارتباطات جبهة "البوليساريو" بالصراعات المسلحة في العديد من البلدان بدت تطفو إلى السطح مؤخرا على المستوى الإقليمي، إلا أنها بالنسبة للمغرب قضية معروفة منذ مدة، فحين قررت الرباط قطع علاقاتها مع إيران سنة 2018، كشفت عن أن مسلحي الجبهة يتلقون التدريب من طرف عناصر "حزب الله" اللبناني الموالي لإيران.

الرباط، التي عاد ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عمر هلال، إلى اتهام الجزائر بـ"تمويل المرتزقة" أمام أشغال اللجنة الرابعة، في يونيو الماضي، كانت قد كشفت، عبر خارجيتها، عن ارتباطات "البوليساريو" بطهران، الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد، بشكل مباشر عبر الملحق الثقافي السابق للسفارة الإيرانية بالجزائر العاصمة، مبرزة أن الحرس الثوري الإيراني متدخل في تسليحها.

هذه "التبعية" الذي رُسمت خيوطها بين "البوليساريو" وما يسمى بـ"محور المُمانعة"، الذي تعتبر الجزائر نفسه جزءا منه، يفسر إقدام سلطات هذه الأخيرة على بعث عناصر من الجبهة إلى جبهات القتال في سوريا رفقة عسكريين نظاميين من جيشها، خصوصا وأن العلاقة بين الطرفين تتجاوز "التبعية" إلى "الولاء"، إذ تحتضن تندوف مقرات "البوليساريو" منذ أكثر من 5 عقود.

الإشارات إلى "تورط" عناصر "البوليساريو" في سوريا، كان قد برز، خلال العملية العسكرية التي أسمتها المعارضة "ردع العدوان"، والتي أفضت إلى الإطاحة بنظام الأسد، إثر تصريحات السفير الجزائري في دمشق، كمال بوشامة، بخصوص تواجد الآلاف من "الرعايا" الجزائريين هناك، بعد أيام فقط من تأكيد الوزير السابق، المنشق عن نظام الأسد، فهد المصري، أنهم حملوا السلاح ضد السوريين.

المصري، والذي كان عضوا في مجلس الشعب، ثم وزيرا للتنمية الإدارية، والذي يرأس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، أورد في مقال رأي بعنوان "إيران وحزب الله ينقلان عملياتهما الإرهابية إلى جنوب سوريا بعد تعرضهما لضربات إسرائيلية" نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن "الحرس الثوري الإيراني أرسل نحو 200 مسلح من جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر وإيران، إلى جنوب سوري".

ووفق المسؤول الحكومي السابق في نظام الأسد، فقد جرى نشر مسلحي "البوليساريو" في مطار الثعلة العسكري، وهو قاعدة دفاع جوي في السويداء، وكذلك في اللواء 90 الذي يقع على بُعد 20 كيلومترا فقط من هضبة الجولان، مضيفا أنه "على مدار السنوات الثلاث الماضية، كانت إيران تدرب مسلحي جبهة "البوليساريو" في قواعد الجيش السوري في ريف درعا".

وفي 5 فبراير الجاري، دعت جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، في رسالة إلى الرئيس الشرع إثر برقة التهنئة التي توصل بها من الملك محمد السادس، إلى "المبادرة بقطع العلاقة مع جبهة البوليساريو الشيوعية، التي كانت حليفا وثيقا لنظام الأسد"، وفق تعبير الوثيقة، مطالبة أيضا بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء وافتتاح قنصلية في مدينة العيون.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...