تجنيد الأطفال على أراضي تندوف.. ملف حرك مطالب دولية لتصنيف "البوليساريو" كمنظمة إرهابية

 تجنيد الأطفال على أراضي تندوف.. ملف حرك مطالب دولية لتصنيف "البوليساريو" كمنظمة إرهابية
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 23 فبراير 2021 - 14:12

ربما كانت صور الأطفال وهم يتدربون على حمل السلاح داخل مخيمات جبهة "البوليساريو" الانفصالية على الأراضي الجزائرية، والتي نُشرت أمس الاثنين، صادمة للعديد من الأشخاص الذين شاهدوها لأول مرة، لكنها بالتأكيد ليست كذلك بالنسبة للمحامي والحقوقي الإسباني بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، الذي نال نصيبه من الصدمة قبل ذلك بفترة، مقررا التحول من الدفاع عن الجبهة إلى مواجهتها علنا والتلويح بملاحقتها أمام القضاء الدولي بسبب ذلك.

وظهر في تلك الصور، التي نشرها إعلام الجبهة الانفصالية أياما فقط بعد تخليد اليوم العالمي لمكافحة تجنيد الأطفال الموافق لـ12 فبراير، أطفالا صغارا وهم يحملون مجسمات على شكل بنادق ويقومون بمناورات على شكل عمليات قتالية ميدانية، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة تصريحات ألتاميرانو، الناطق باسم المجموعة الدولية لدعم الصحراويين، في يناير الماضي، التي أكد فيها قيام "البوليساريو" بتجنيد الأطفال، متعهدا بالعمل على إعلانها منظمة إرهابية بسبب ذلك.

وفي تدوينة له على "تويتر" قال المساند السابق للطرح الانفصالي إن المجموعة التي يمثلها طلبت من البوليساريو "إطلاق سراح مساجين تندوف وأن تكف عن تجنيد الأطفال للحرب دون أن نتلقى ردا"، متعهدا برفع دعوى قضائية ضد الجبهة على المستوى لتصنيفها كجماعة إرهابية، الأمر الذي سيتسبب في استهدافه بعد ذلك بتهديدات بالتصفية الجسدية من طرف عنصرين انفصاليين، وفق ما أكده محاميه مؤخرا والذي أعلن تحريك شكاية بخصوص هذا الأمر أمام قضاء مدينة مالقا.

لكن ألتاميرانو لم يكن الوحيد الذي حرك المياه الراكدة بخصوص قضية تجنيد "البوليساريو" للأطفال، ففي منتصف يناير الماضي أيضا أعلن التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات، الذي يوجد مقره في العاصمة الفرنسية باريس، أنه "يدين بشدة" الجبهة المذكورة بسبب تجنيد الأطفال واستغلالهم والزج بهم في مناطق الصراعات والحروب، مضيفا أن هذا الأمر "يشكل جريمة دولية ويضع كافة المسؤولين عن ذلك تحت المساءلة والملاحقة القانونية الدولية".

وأوردت المنظمة في بيان أنها في إطار التحقيقات والمتابعات التي تجريها حول هذا الموضوع، توصلت بشريط فيديو يجري تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر عددا من الأطفال يحملون السلاح، وأبرز المقطع أن الأمر يتعلق بأطفال في منطقة تندوف الذين ظهروا وهم يتدربون على الرمي بالسلاح ويجري تلقينهم وتحريضهم على المشاركة في الصراع القائم مع المغرب.

وكان هذا الموضوع قد برز في الإعلام الأجنبي من خلال الموقع الإسباني "تريبونا ليبري" في مارس من سنة 2020، حين نشر تقريرا مصورا حول تجنيد الأطفال داخل المخيمات الموجودة على الأراضي الجزائرية، مبرزا أنه "يتم إجبارهم على المشاركة في مناورات عسكرية"، وخلص إلى أن البوليساريو "تتحدى المجتمع الدولي وميثاق الأمم المتحدة وتنتهك حقوق الطفل الأساسية بشكل ممنهج".

وكان بيدرو ألتاميرانو قد عاد للتفاعل مع هذا الموضوع بعد نشر الصور الجدي لتجنيد الأطفال موجها رسالة عبر "تويتر" إلى كل من منظمة "اليونيسيف" في إسبانيا والأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية ومنظمة العدل الدولية أورد فيها أن ما يجري يمثل "عارا دوليا"، وأضاف أن "البوليساريو تدرب الصغار على تكتيكات إرهابية، وهذا يتجاوز كل خطوط إساءة معاملة الأطفال"، وتابع "ماذا تنتظر المنظمات الدولية للتدخل؟ أن ينتهي التدريب ويتم إرسالهم ليموتوا وهم يقتلون الناس في الساحل أو باريس أو مدريد؟".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...