ترجمة "غوغل" على واجهة متحف محمد السادس للفن المعاصر

يبدو أن المشرفين على متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر لم يجدوا أحدا يستطيع ترجمة جملة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية بشكل سليم، فلجؤوا إلى خدمة "غوغل" للترجمة، الأمر الذي تحول إلى كارثة حقيقية بعدما تمت طباعة تلك الترجمة الركيكة ونشرها على واجهة المتحف الواقع في قلب العاصمة الرباط.

وحاولت إدارة المتحف، التابع للمؤسسة الوطنية للمتاحف التي يرأسها المهدي قطبي، أن تعلن دعمها للحركة النسائية ""فيمينيست" المناصرة لقضايا المرأة والمطالبة بالمساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات المدنية والسياسية، لذلك لجأت لعبارة بالإنجليزية تقول " as long as following or rules is more important than following our hearts i will be a feminist".

لكن عندما استعانت إدارة المتحف بترجمة "غوغل" لتعريب هذه الجملة تمت ترجمة الكلمات حرفية دون الأخذ بعين الاعتبار سلامة تركيبها لتكون النتيجة "طالما استمر اتباع قواعدنا أهم من اتباع قلوبنا، سأكون نسوية"، ويبدو أن هذه الترجمة لم تُعرض على شخص يملك أبسط مقومات اللغة العربية ليعيد تركيبها بشكل سليم، لتتم طباعتها ونشرها على الملإ.

وأثارت هذه الواقعة انتقادات كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كون الأمر يتعلق بواجهة إحدى أكبر المؤسسات الثقافية في المغرب والتي دشنها الملك محمد السادس في أكتوبر من سنة 2014 لتكون أول مؤسسة متحفية في المغرب مخصصة بالكامل للفن الحديث والمعاصر، بالإضافة إلى كونها أول مؤسسة عمومية بالمملكة تستجيب لمعايير المتاحف العلمية، ما يعني أنه من الغريب أن لا تتوفر على موظف يستطيع إتقان إحدى اللغتين الرسميتين للبلاد، خاصة وأن الأمر يتعلق بمنشور يُعرض على العلن.

وتبرز غرابة هذه الخطوة أيضا، بالرجوع إلى تاريخ المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف الجهة المشرفة مباشرة على متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصرة، إذ إنه بالرغم من تكوينه الفرنسي وإقامته الطويلة في تولوز التي درس في مدرستها للفنون الجميلة، وفي باريس التي تخرج من مدرستها العليا للفنون الجميلة، إلا أنه اهتم كثيرا باللغة العربية وخاصة الخط العربي الذي جعله المادة الخام لعدد كبير من أعماله التشكيلية.