تزامنا مع "أزمة الحدود البحرية".. طوفان "الهجرة" يضرب الكناري

في غمرة "الأزمة" التي أحدثتها موافقة مجلس النواب المغربي على مناقشة مشروع ترسيم الحدود البحرية للمغرب، في العلاقات مع إسبانيا التي اعتبرت نفسها "متضررة" من هذه الخطوة، عاد "طوفان" الهجرة غير النظامية ليضرب السواحل الإسبانية بقوة، وخاصة جزر الكناري التي كانت إلى جانب سبتة ومليلية أكثر منطقتين إثارة للجدل، لدرجة أن بعض الصحف الإسبانية تحدثت عن وجود "تحرك عسكري" بها.

وأحصت السلطات الإسبانية 150 شخصا حاولوا اقتحام حدودها بطريقة غير شرعية خلال 24 ساعة ما بين أول أمس الأربعاء وأمس الخميس، لكن المحاولة الأكبر تمت نحو جزر الكناري، حيث حاول 39 شخصا أغلبهم من جنسيات إفريقية جنوب صحراوية الوصول إلى سواحل الإقليم انطلاقا من شاطئ "رأس بوجدور".

ووفق ما أعلنته عناصر الحرس المدني الإسباني، التي خاضت عمليات إنقاذ مشتركة رفقة عناصر الإنقاذ البحري، فإن زورقا للهجرة السرية وصل إلى مياه إقليم الكناري بالقرب من شاطئ "لاس ساليناس" المحاذي لشبه جزيرة "خانديا"، وتم رصده بعد تلقي السلطات إشعارا من قارب للصيد، ليتم التدخل عبر مروحية وعبر زوارق الإنقاذ لنقل المهاجرين إلى البر.

وحسب المصادر نفسها فقد تم إنقاذ 24 رجلا و10 نساء من بينهم واحدة حامل، إلى جانب 5 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 4 سنوات و16 عاما، موردة أن أغلب الموجودين على الزورق يتحدرون من السينغال والكوت ديفوار، كما تم العثور أيضا على شخصين "مغاربيين".

ولا تعيش العلاقات المغربية الإسبانية أفضل فصولها في الوقت الراهن، منذ إقرار لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب لمشروعي قانون يتعلقان بترسيم الحدود البحرية المغربية عبر الواجهتين المتوسطية والأطلسية، تشمل أيضا الأقاليم الجنوبية للمملكة ومحيط مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وذلك يوم 16 دجنبر 2019، وهو المشروع الذي ينتظر أن يعرض للتصويت في يناير المقبل.

وعبرت أوساط سياسية في جزر الكناري عن تخوفها من هذه الخطوة، في الوقت التي تخوض فيه وزير الدفاع ووزيرة الخارجية الإسبانية بالنيابة، مارغاريتا روبليس، محاولات للوصول إلى صيغة لتأجيل هذه الخطوة مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي سبق أن وصف هذا القانون المنتظر بـ"السيادي والتاريخي"، وتزامنا مع ذلك تحدثت صحف إسبانية عن قيام مدريد بنشر طائرات عسكرية من طراز "إف 18" بالجزر المجاورة للأقاليم الجنوبية للمغرب.

يشار إلى أنه في الوقت الذي تراجعت فيه أعداد المهاجرين غير النظاميين نحو الحدود الإسبانية تراجعا بأكثر من النصف هذا العام مقارنة بالسنة الماضي، عرفت جزر الكناري وحدها زيادة قاربت 71 في المائة، وذلك بعدما وصل إليها 2162 مهاجرا غير نظامي إلى حدود 15 دجنبر 2019 وفق أرقام رسمية إسبانية.