تطابق الحال واختلاف المآل: سن بايدن وأخطاؤه وراء انسحابه من سباق الرئاسة لكن تبون مُصر على الترشح لاقتراف زلات جديدة
وضع الرئيس الأمريكي جو بايدن، البالغ من العمر 81 عاما، نقطة النهاية لحرج كبير كان يعاني منه الحزب الديموقراطي الأمريكي بإعلان عدم ترشحه لولاية ثانية بعدما اتضح أن تقدمه في السن لم يعد يسمح له بأداء مهامه الرئاسية بالشكل المناسب، وهو أمر فيه الكثير من نقاط الالتقاء مع وضع تعيشه الجزائر حاليا مع الرئيس عبد المجيد تبون، إلا أن السلطات هناك أصرت على ترشيحه.
وكان انسحاب بايدن من السباق الانتخابي مطلبا للكثير من الديمقراطيين الأمريكيين، بمن فيهم العشرات من أعضاء الكونغرس، بعدما أبدى الرجل الكثير من علامات الشيخوخة جعلت مُنافسته للرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، أمرا مُعقدا، وسط تزايد الحديث في وسائل الإعلام الأمريكية عن تدهور وضعه الصحي بشكل يدعو للتساؤل عن قدراته لقيادة البلاد إن ظفر بولاية جديدة.
وما حدث مع بايدن، يُشبه الكثير من الزلات التي وقع فيها تبون، وهو سياسي من جيله يبلغ من العمر حاليا نحو 79 عاما، فحديث الرئيس الأمريكي أمام الكاميرات أصبح مثارا للسخرية، إذ في مناظرته الشهيرة مع ترامب بدا ضعيفا ومنهكا وعاجزا عن صياغة أفكار واضحة، لدرجة أن المرشح الجمهوري قال إنه لم يفهم ما ينطق به غريمه.
حالة بايدن وهو يسمي الرئيس الأوكراني فلودمير زيلينسكي باسم عدوه الروسي فلاديمير بوتين، أو وهو يصف نفسه بأنه "أول نائبة رئيس سمراء في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية"، وأيضا حين وصف نائبته كامالا هاريس بأنها نائبة لغريمه ترامب، كلها مواقف ذكرت بزلات وقع فيها تبون دون أن تكون دافعا للنظام لإعفائه من الوقوع في مواقف ساخرة جديدة.
تبون، الرئيس المريض الذي اختفى لأشهر ما بين 2020 و2021 بسبب وضعه الصحي المضطرب، ظهر أمام الجزائريين في فبراير الماضي وهو يصلي على كرسي خلال افتتاح جامع الجزائر الكبير، كما ظهر في العديد من المناسبات وهو يمشي متثاقلا بفعل السن ونتيجة معاناته من مشاكل في القدم أدت إلى خضوعه لعملية جراحية في ألمانيا.
وكما هو الشأن بالنسبة لبايدن، فإن تبون أصبح آلة شديدة الكفاءة في إنتاج التصريحات المثيرة للسخرية، فمن مقر الأمم المتحدة في نيويورك صرح، في شتنبر من سنة 2023، بأن بلاده ستُنتج 1,3 مليار متر مكعب من المياه المُحلاة يوميا، وهو رقم خرافي غير منطقي، ثم في ماي الماضي عندما هدد الجزائريين الذين "يخرجون عن الصف"، برشقهم بالحجارة.
تبون الذي لم يشرح للجزائريين بعد، كيف سيُنشئ "مزرعة" لإنتاج الحليب المجفف، كما قال في حوار مع وسائل الإعلام، ولا كيف سيجعل الدينار الجزائري يساوي 100 دولار، كانت تصرفاته أيضا سببا في أزمات خارجية، فبغض النظر عن الصراع المُزمن مع المغرب، تعيش الجزائر حاليا على وقع أزمات مع إسبانيا والإمارات العربية المتحدة وجارتيها مالي والنيجر.
ومع ذلك، فإن تبون أعلن في 11 يوليوز الجاري، قراره الترشح للانتخابات الرئاسية للمرة الثانية، وذلك "نزولا عند رغبة الكثير من الأحزاب والمنظمات السياسية وغير السياسية والشباب"، وفق تعبيره، ووضع بالفعل أوراق ترشيحه بشكل رسمي الأسبوع الماضي، من أجل البقاء رئيسا للجمهورية لولاية جديدة تمتد لـ5 سنوات، سيكون مع تمامها قد وصل إلى سن الـ84.





تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :