تعاون أمني إسباني مغربي يطيح بشبكة دولية متخصصة في تهريب المخدرات إلى بلجيكا
تمكنت السلطات الإسبانية، بتنسيق مع المصالح الأمنية المغربية، أمس الخميس، من تفكيك شبكة إجرامية دولية معقدة متخصصة في تهريب المخدرات من المغرب نحو بلجيكا، وذلك في إطار عملية أمنية واسعة النطاق أطلق عليها اسم "أنيساكيس"، أسفرت عن توقيف خمسة أشخاص وحجز كميات كبيرة من المخدرات والأموال، إلى جانب معدات تقنية استخدمتها الشبكة في أنشطتها.
وحسب ما كشفت عنه التحقيقات الإسبانية، أسفرت العملية عن ضبط حوالي 140 كيلوغراما من مخدر الحشيش، و15 مركبة من بينها حافلتان مخصصتان لنقل الركاب، فضلا عن أكثر من 130 ألف يورو نقدا ومعدات إلكترونية متقدمة، حيث قدرت السلطات المالية الإجمالية للأثر الاقتصادي لهذه الشبكة بأكثر من 2,8 مليون يورو.
وانطلقت الأبحاث منذ مطلع سنة 2025 ضمن إطار تعاون أمني مشترك بين الحرس المدني الإسباني، الشرطة المغربية، وسلطات الجمارك، وهو تنسيق أمني مكّن من تتبع تحركات الشبكة بدقة عالية، تحت إشراف قضائي من محكمة التحقيق رقم 4 بمدينة ألميريا.
وأوضحت التحريات أن نشاط الشبكة شمل عدة مناطق بإسبانيا، منها ألميريا وضواحيها، وروكيتاس دي مار، وفيكار، إضافة إلى مدينة مليلية، بالتنسيق المباشر مع مهربين شمال المغرب، حيث اعتمدت الشبكة على تهريب المخدرات عبر حافلات الركاب في رحلات منتظمة بين المغرب وعدد من الدول الأوروبية، مع استخدام مخابئ سرية داخل أنظمة التبريد لإخفاء الشحنات.
كما كشف التحقيق عن هيكلية هرمية محكمة للشبكة، حيث يقودها شخص يقيم شمال شرق فرنسا قرب الحدود البلجيكية، ويشرف على تنسيق عمليات الاستقبال والتوزيع، فيما يتولى جناح لوجستي إدارة شركة نقل أنشئت خصيصاً لأغراض إجرامية والإعداد التقني للمركبات المستعملة.
وخلال المرحلة الميدانية من العملية، نفذت المصالح الأمنية ثماني عمليات تفتيش في مواقع متعددة، بالتوازي مع إجراءات شملت تجميد عشرات الحسابات البنكية وحجز ممتلكات وعقارات بهدف شل البنية المالية للشبكة، حيث أكدت السلطات أن هذه العملية تجسد الأهمية الكبرى للتعاون الأمني الدولي، والتتبع المالي الدقيق، في مكافحة شبكات الاتجار الدولي بالمخدرات.



