تقرير إسباني: الصدام مع تل أبيب حرم مدريد من نظام دفاعي مماثل لِمنظومة يمتلكها المغرب
فتح قرار الحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز بقطع العلاقات مع إسرائيل وإلغاء جميع صفقات التسلح التي كان متفقا عليها بين الطرفين، نقاشا داخل الأوساط الإعلامية الإسبانية، خاصة تداعيات هذه القرارات على برامج التحديث العسكري التي تقوم به مدريد.
وفي هذا السياق، كشف تقرير لصحيفة "Vozpopuli" الإسبانية، أن الجيش الإسباني خسر فرصة امتلاك نظام دفاعي صاروخي متطور، بسبب قرار الحكومة بفرض فيتو شامل على أي تعاون عسكري مع إسرائيل، وهو القرار الذي جعل مشروع "SILAM" يتوقف بشكل نهائي.
وحسب المصدر نفسه، فإن مدريد كانت تراهن على هذا النظام من أجل استعادة قدرات ميدانية فقدها الجيش الإسباني منذ عقد من الزمن، إذ كان مشروع "سيلام" يعد بمثابة ركيزة أساسية لتعزيز القدرات الدفاعية، خاصة وأنه يوفر دعما ناريا يصل مداه إلى 40 كيلومترا.
وأضافت الصحيفة الإسبانية في تقريرها بأن وزارة الدفاع كانت قد خصصت لهذا المشروع ميزانية ضخمة بلغت نحو 700 مليون أورو، غير أن الاعتماد على قاذفات الصواريخ "PULS" الإسرائيلية لتشغليه، جعل المشروع عرضة للإلغاء بمجرد اتخاذ الحكومة قرار قطع العلاقات العسكرية مع تل أبيب.
وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبليس، حسب "فوزبوبولي"، أمام مجلس النواب، إن "القوات المسلحة لم يعد لها أي علاقة أو اتفاق مع إسرائيل"، مؤكدة أن وزارتها شرعت منذ أشهر في تطبيق خطة "الانفصال عن إسرائيل"، والتي تشمل إغلاق جميع العقود العسكرية والتجارية مع الدولة العبرية.
ويأتي هذا القرار، وفق التقرير، في وقت لا يزال جزء من التكنولوجيا العسكرية الإسبانية مرتبطا بإسرائيل، ما دفع الحكومة إلى البحث عن بدائل جديدة، خصوصا للبرامج التي ما زالت في طور التطوير، مثل مشروع "سيلام".
وأضاف التقرير، أن الجيش الإسباني يفتقد لهذه القدرات منذ أكثر من عشر سنوات، بعد إخراج قاذفات الصواريخ "تيرويل" من الخدمة، وهي صناعة محلية كانت مثبتة على شاحنات "بيغاسو"، ومنذ ذلك الحين ظل الجيش يبحث عن بديل قادر على تزويده بقدرات نارية استراتيجية.
في المقابل، يشير التقرير إلى أن دولا مجاورة لإسبانيا تمكنت بالفعل من الحصول على الأنظمة نفسها، وعلى رأسها المغرب، الذي سبق أن استعرض عبر مقاطع مصورة قاذفات الصواريخ الإسرائيلية "PULS"، وهي القاعدة التي كان مشروع "سيلام" الإسباني سيعتمد عليها.
ولفت التقرير إلى أن امتلاك المغرب لهذه القدرات يأتي في سياق التقارب الدبلوماسي والعسكري مع إسرائيل منذ توقيع اتفاقات أبراهام سنة 2020 برعاية أمريكية، والتي فتحت المجال أمام المملكة للاستفادة من تكنولوجيا متطورة في المجالين العسكري والأمني.
وأشار التقرير إلى أن هذه الشراكة جعلت المغرب قوة عسكرية بارزة في شمال إفريقيا في مواجهة الجزائر، بينما تجد مدريد نفسها اليوم أمام فراغ استراتيجي في قدرات الردع الصاروخي، بعد أن ضيعت فرصة تعزيز ترسانتها الدفاعية.




