توتر بحري جديد بين إسبانيا وبريطانيا بعد مناورات عسكرية بريطانية قرب جبل طارق

 توتر بحري جديد بين إسبانيا وبريطانيا بعد مناورات عسكرية بريطانية قرب جبل طارق
الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي 
الثلاثاء 4 نونبر 2025 - 10:00

كشفت تقارير إسبانية، عن تصاعد جديد في حدة التوتر بين إسبانيا والمملكة المتحدة، عقب إعلان البحرية الملكية البريطانية تنظيم مناورات عسكرية في محيط جبل طارق اليوم الثلاثاء 4 نونبر، تتضمن إطلاق نار تجريبي، واستخدام قنابل مضيئة، ومطاردات بحرية بسرعة عالية داخل مناطق مائية تعتبرها مدريد خاضعة لسيادتها.

وأفاد موقع "Europa Sur" أن هذه التحركات تأتي في ظرف حساس يتزامن مع المرحلة النهائية من إعداد الاتفاق بين لندن والاتحاد الأوروبي بشأن الوضع القانوني لجبل طارق بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيما اعتُبرت المناورات الجديدة بمثابة "استعراض قوة غير بريء" في منطقة لطالما شكّلت بؤرة توتر سياسي ودبلوماسي بين البلدين.

وبحسب إشعار الملاحة المحلي "رقم 051" الصادر عن هيئة ميناء جبل طارق، فإن التدريبات المقررة ليوم غد الثلاثاء، التي تحمل اسم Military Surfex، ستشمل السفن الحربية البريطانية HMS Dagger و HMS Cutlass، إلى جانب زوارق سريعة من طراز Pacific 24 RHIB و Arctic 24، بالإضافة إلى وحدات من شرطة دفاع جبل طارق، حيث دعت السلطات البحرية جميع السفن إلى توخي أقصى درجات الحذر أثناء تنفيذ التمرين، بالنظر إلى خطورة الأنشطة العسكرية المبرمجة في تلك المنطقة.

وتأتي هذه المناورات بعد أيام فقط من إعلان محكمة الاستئناف في الجزيرة الخضراء (Algeciras) إعادة فتح التحقيق في ملف "الردم البحري" الذي تنفذه سلطات جبل طارق داخل مياه متنازع عليها، حيث أكدت المحكمة في قرارها الصادر بتاريخ 14 أكتوبر على سيادة إسبانيا استنادا إلى اتفاق أوتريخت لعام 1713، حيث سيتولى القاضي رقم 2 في محكمة لالينيا دي لا كونسبسيون النظر في الدعوى المقدمة من النيابة العامة الإسبانية، والمتعلقة بمخالفات بيئية واعتداءات على المجال البحري.

وتؤكد مدريد أن معاهدة أوتريخت، التي سلّمت جبل طارق إلى المملكة المتحدة قبل أكثر من ثلاثة قرون، لم تتضمّن التنازل عن أي مياه إقليمية، ما يجعل أي نشاط عسكري بريطاني في تلك المنطقة انتهاكا صريحاً للسيادة الإسبانية.

وليست هذه التحركات الأولى من نوعها، إذ أثارت البحرية البريطانية في مناسبات سابقة احتجاجات رسمية من مدريد، ففي مارس الماضي، وجّهت وزارة الخارجية الإسبانية مذكرة احتجاج إلى لندن بشأن مناورات مماثلة قرب سواحل جبل طارق، ووصفتها بأنها "خرق متكرر وغير مبرر للسيادة الإسبانية"، بينما ردّت الحكومة البريطانية بأن النشاط يدخل ضمن نطاق عملياتها الاعتيادية في مياه جبل طارق.

كما سبق أن تسببت مناورات مماثلة في توتر دبلوماسي بين الجانبين. ففي أكتوبر 2023، اعترضت السفينة البريطانية HMS Cutlass زورقاً تابعاً للبحرية الإسبانية داخل هذه المياه، ما دفع لندن إلى التنديد بالحادث واعتباره "عملاً تنفيذياً غير مقبول" داخل نطاقها البحري، بينما أصرت مدريد على أن المنطقة المعنية لا تدخل ضمن الأراضي التي شملتها معاهدة أوتريخت.

وتكرّر المشهد ذاته في مارس الماضي عندما نظّمت بريطانيا تمرينا مشابهاً، لترد مدريد باحتجاج رسمي معتبرة تلك التحركات "انتهاكاً واضحاً للسيادة الإسبانية"، غير أن لندن تجاهلت الموقف الإسباني وعادت بعد ثلاثة أسابيع فقط إلى نشر وحداتها العسكرية مجدداً في المنطقة، ما زاد من تعقيد المشهد البحري في مضيق لطالما كان عنواناً لتوازن دقيق بين المصالح الأوروبية المتشابكة.

ويأتي هذا التصعيد في سياق أوسع من التنافس الجيوسياسي حول مضيق جبل طارق، الذي يمثل ممراً حيوياً للتجارة والطاقة، وعنق زجاجة، يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي. وتحمل المناورات البريطانية رسالة مزدوجة وهي تأكيد سيادة المملكة المتحدة على جبل طارق في مرحلة ما بعد "بريكست"، وإبراز استعدادها لحماية خطوطها البحرية الحيوية في مواجهة أي مساع إسبانية لإعادة فتح ملف السيادة.

ما يجب قوله للإسبان في مدريد؟

في الوقت الذي تعقد فيه الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، اليوم الخميس، بمدريد الدورة الثالثة عشرة من الاجتماع الرفيع المستوى، مع ما يعكس ذلك من تطور كبير في العلاقات الثنائية بين ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...