جدري القرود.. انتقال العدوى، التشخيص، الأعراض، والعلاج
يعتبر جدري القرود مرض فيروسي حيواني المنشأ، يظهر بشكل رئيسي في المناطق النائية وسط وغرب إفريقيا، وبالقرب من الغابات الاستوائية الرطبة، لكن في الأسابيع الأخيرة تم رصد حالات عرضية بالخارج سجلت في العديد من بلدان العالم.
ويأتي فيروس جدري القرود من عائلة الجدري نفسها، فيروسات الأورثوبوكس. وهو أكثر أنواع العدوى شيوعا من عائلة الفيروسات هذه التي تصيب البشر بعد القضاء على مرض الجدري.
انتقال العدوى
تعد القوارض المستودع الرئيسي للفيروس، لكن يمكن أن يصاب البشر بجدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين، عبر مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بالعدوى أو سوائل الأجسام الجلدية أو سوائلها المخاطية، وقد وثقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض.
و قد ينتقل المرض من إنسان إلى آخر عن طريق الاتصال الوثيق بإفرازات الجهاز التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو الأغشية المخاضية أو عن ملامسة أشياء ملوثة بسوائل المريض، وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجها لوجه، مما يعرض العاملين الصحيين وأفراد الأسرة نفسها من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير.
الأعراض
تتشابه أعراض حضانة جدري القرود مع تلك التي لوحظت في الماضي لمرضى للمصابين بجدري الماء، على الرغم من كونها أقل حدة سريريا، وتتراوح الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضه بين 6 أيام و13 يوما، و يمكن أن تتراوح ما بين 5 أيام و21 يوما.
ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين الأولى فترة الغزو وتتمر من صفر إلى خمسة 5 أيام، ومن أعراضها الإصابة بحمى وصداع شديد وتضخم العقد اللمفاوية وهي سمة مميزة لجدري الماء مقارنة بالأمراض الأخرى التي تبدو متشابهة مثل جدري الماء والحصبة والجدري.
والمرحلة الثانية فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى) والذي يظهر خاصة على مستوى الوجه ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95 في المائة من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75 في المائة). وأغشية الفم المخاطية (70 في المائة من الحالات) والأعضاء التناسلية (30 في المائة) وملتحمة العين (20 في المائة)، فضلا عن قرنيتها (مقلة العين).
ويصاب بعض المرضى بتضخم العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.
تطور الفيروس
عادة ما يكون جدري القرود مرضا ذاتيا في غضون 2 إلى 4 أسابيع. تحدث الحالات الشديدة بشكل متكرر عند الأطفال وترتبط بمدى التعرض للفيروس وصحة المريض وطبيعة المضاعفات، بمعدل وفيات يتراوح من 3 في المائة إلى 6 في المائة.
- قد تشمل مضاعفات الفيروس العدوى الثانوية والالتهاب الرئوي القصبي والإنتان والتهاب الدماغ والتهاب القرنية بالعمى.
التشخيص
يتم عبر اختبار PCR ، الذي يتم إجراؤه بين 4 أيام و 4 أسابيع بعد فترة الحضانة، على عينات من الآفات الجلدية على السطح أو سائل الحويصلات والبثور والقشور الجافة.
لا توصي منظمة الصحة العالمية بطرق الكشف عن المصليات والمستضدات لتشخيص جدري الماء في القرود.
العلاج
تم رصد عامل مضاد للفيروسات يعرف باسم Tecovirimat للجدري، تم الترخيص له من قبل الجمعية الطبية الأوروبية (EMA) لجدري القرود في عام 2022 على أساس الدراسات الحيوانية والبشرية، ومع ذلك، فإن هذا العالج غير متاح على نطاق واسع بعد.
اللقاح
ثبت من خلال العديد من الدراسات القائمة أن التلقيح ضد الجدري فعال بنسبة 85 في المائة تقريبا، ولكن في هذا الوقت لم تعد لقاحات الجدري الأصلية (الجيل الأول) متاحة للجميع.
تمت الموافقة على لقاح أحدث يعتمد على فيروس لقاح موهن معدل (souche Ankara) للوقاية من جدري القرود في عام 2019. ويتعلق الامر بلقاح من جرعتين متوفر بشكل محدود.
أوجه الاختلاف بين جدري القرود وجدري الماء
طفح جلدي في نفس المرحلة وفي مكان واحد (جدري القرود)، طفح جلدي في مراحل مختلفة (جدري الماء) (Varicella)
تطور الطفح الجلدي: التطور البطيء بالنسبة لجدري القرود) ، وسريع لجدري الماء
توزيع الطفح الجلدي: يكون أكثر انتشارا على الوجه راحتي اليدين وباطن القدمين (جدري القردة) ، وأكثر أكثر كثافة على الجذع، وغير ظاهر على راحتي اليدين وباطن القدمين
معدلات الاماتة تصل إلى 10 في المائة بالنسبة لجدري القرود، نادرة لجدري الماء.