حزب إسباني يؤكد استمرار الأزمة بين مدريد والجزائر بسبب تشبث إسبانيا بموقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء

 حزب إسباني يؤكد استمرار الأزمة بين مدريد والجزائر بسبب تشبث إسبانيا بموقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الخميس 9 ماي 2024 - 22:14

كشف حزب "سومر" الإسباني عن استمرار الأزمة بين إسبانيا والجزائر، بسبب تشبث مدريد بموقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، وأشار إلى أن حتى العلاقات الاقتصادية بين الطرفين لازالت لم تُستأنف بينهما، حيث لازالت العديد من القطاعات التجارية بين الجزائر وإسبانيا تعيش القطيعة.

وكشف حزب "سومر" هذه المعطيات عبر فريقه البرلماني، حيث طالب الحكومة، بالرغم من أن رئيسة الحزب، يولندا دياز، هي شريكة في حكومة بيدرو سانشيز، (طالب)، بإصلاح العلاقات مع الجزائر، من أجل استئناف العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

واعتبرت الصحافة الإسبانية، أن تصريحات حزب "سومر" المشارك في الحكومة، دليل على أن العلاقات بين الجزائر وإسبانيا لازالت متعثرة، بالرغم من أن المؤشرات منذ شهور كانت تشير إلى قُرب صلح العلاقات الثنائية، خاصة بعد تعيين الجزائر سفيرا لها في مدريد بعد 19 شهرا من الأزمة.

وكانت تقارير إعلامية إسبانية، قد قالت في الشهرين الأخيرين إن العلاقات بين مدريد والجزائر، عادت مرة أخرى إلى الوضع "الصامت" بعد الفشل في تحقيق مصالحة كاملة على إثر إلغاء زيارة وزير الخارجية الإسبانية، خوسي مانويل ألباريس، التي كانت مقررة في 12 فبراير دون أن تحدث بسبب رفض الوزير الإسباني مناقشة قضية الصحرء المغربية مع نظرائه الجزائريين.

ووفق نفس المصادر، فإن الوضع ازداد "تأزما" بعد قيام رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بزيارة إلى المملكة المغربية في 21 فبراير الماضي، ولقائه بالعاهل المغربي الملك محمد السادس، وتأكيده مرة أخرى على دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.

كما تحول وزير الخارجية الإسباني وفق ما وصفته صحيفة "الانبنديينتي" الإسبانية، إلى شخص "غير مرغوب فيه" من طرف الجزائر، بالنظر إلى رفضه مناقشة قضية الصحراء في الجزائر، ورفضه للإشارة إلى هذه القضية بأي شكل من الأشكال خلال الإعداد لزيارته للقائه بنظيره الجزائري أحمد عطاف، مما دفع بالجزائر إلى إلغاء الزيارة بشكل كامل.

وحسب الصحافة الإسبانية، فإن المجهودات الدبلوماسية التي بُذلت منذ حوالي سنتين لإنهاء الأزمة مع الجزائر، تعثرت مؤخرا بسبب خلافات حول الاعداد لزيارة وزير الخارجية الإسباني إلى الجزائر، وبالتالي فإن آفاق العلاقات بين البلدين لم تعد معروفة، حيث يسود الصمت حاليا بشأن هذا الموضوع.

وكانت الجزائر قد شرعت في نونبر الماضي في التخفيف من حدة أزمتها مع مدريد، وأقدمت على تعيين سفير جديد لها في العاصمة الإسبانية، في خطوة قيل عنها أنها أولى مؤشرات المصالحة بين الطرفين، وبررت الجزائر تلك الخطوة بكون أن موقف إسبانيا من قضية الصحراء عاد إلى الحياد بدعوى أن خطاب رئيس الحكومة الإسبانية الأخير في الأمم المتحدة لم يشر لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل لنزاع الصحراء.

غير أن تجديد سانشيز دعمه لهذه المبادرة خلال لقائه بالملك محمد السادس في العاصمة الرباط، شكل "طعنة مزدوجة" للجزائر، وفق الصحافة الإسبانية، وبالتالي لا يُتوقع أن تمضي الجزائر قدما في مباشرة عملية إصلاح وترميم علاقاتها مع مدريد، على الأقل في الفترة الحالية.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...