حكومة مليلية تطلب من السلطات الإسبانية التدخل لدى نظيرتها المغربية بسبب فترات الانتظار الطويلة على المعبر البري
حثت الحكومة المحلية في مدينة مليلية، حكومة بيدرو سانشيز في مدريد، التدخل لدى نظيرتها المغربية من أجل إيجاد حل لمسألة طول الانتظار عن الحدود البرية، تحسبا لفترة الصيف حيث ستنطلق عملية "مرحبا 2025".
وطلبت حكومة مدينة مليلية من الحكومة المركزية أن تُبدي "قليلاً من الرحمة" وتُوجد "حلاً" لوضع الحدود البرية مع المغرب، بسبب تشكل طوابير تمتد لـ"أربع أو خمس أو حتى ست ساعات" للعبور من جانب إلى آخر، وهو ما يؤثر على آلاف الأشخاص، من بينهم أطفال ومسنون، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية EFE.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، تحدثت خلاله النائبة الثانية لرئيس حكومة مليلية والناطقة باسم حكومة المدينة ذاتية الحكم، فضيلة مختار، عن "الطوابير الطويلة للسيارات والمشاة التي تم تسجيلها منذ يوم الأربعاء الماضي، عشية عطلة فاتح ماي، من أجل عبور الحدود نحو المغرب، مما تسبب في شكاوى من المتضررين"، وفق تعبيرها.
وترى المسؤولة الإسبانية، المنتمية إلى الحزب الشعبي، أن هذا الوضع يستوجب "توضيحات" ليس فقط من مندوبة الحكومة المركزية، بل أيضًا من وزير الشؤون الخارجية، خوسي مانويل ألباريس، الذي من المقرر أن يمثل يوم الاثنين المقبل أمام مجلس النواب لتقديم تقرير حول عملية فتح الجمارك في سبتة ومليلية.
وتحدثت مختار عن أن هناك وضعا "مؤلما ومهينا" تعاني منه العديد من العائلات، مشيرة إلى وجود "طوابير قاسية وخالية من الرحمة"، لكنها أوضحت أن هذه الطوابير لا يتسبب فيها الجانب الإسباني من الحدود، حيث تقوم قوات الأمن بعمل "سريع وفعّال وهي على أتم الاستعداد دائمًا"، في محاولة لتحميل المسؤولية للمغرب.
ورغم ذلك، فإن ممثلة الحكومة المحلية، أوضح أن هذه الأخيرة "تصرخ من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة، وقررت التحرك ضمن حدود إمكانياتها من خلال شراء قطعة أرض بجانب الحدود بمبلغ 850 ألف أورو، سيتم تهيئتها بخدمات أساسية لتخفيف هذه الانتظارات".
وتم بالفعل إجراء التعديلات اللازمة على الميزانية لتخصيص مبلغ أولي قدره 300 ألف يورو هذا العام، من أجل تلك الأرض التي سيتم تجهيزها بمناطق مظللة ومياه ومرافق صحية وفضاءات طبية، لتقديم الدعم للأشخاص الذين ينتظرون عبور الحدود طوال السنة، وليس فقط خلال فترة عملية عبور المضيق، أي عملية "مرحبا" كما تسمى رسميا في المغرب.
وأوردت مختار أن السلطات ي مليلية قررت اتخاذ هذه الخطوة "استباقًا لصيف صعب بطوابير طويلة على الحدود"، ولهذا السبب سيتم توفير هذه الخدمات بشكل عاجل، في انتظار إتمام مسطرة التعاقد لتأهيل الأرض، رغم أن الآجال الإدارية تبقى ثابتة".
وبخصوص مثول وزير الخارجية الإسباني أمام البرلمان حول موضوع الجمارك، عبّرت مختار عن "قلق" حكومة مليلية بشأن هذه المسألة، وشددت على أن "الحالة غير عادية" عكس ما تقوله الحكومة المركزية فيما يتعلق بمرور البضائع، منذ أن أغلقت المغرب المعبر الجمركي بشكل أحادي في 1 غشت 2018، وفق توصيفها.




