خشية تأكيد روابطها بطهران.. البوليساريو تتجنب إصدار أي موقف داعم لإيران في مواجهتها مع إسرائيل

التزمت جبهة البوليساريو الانفصالية الصمت بشأن المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل التي نشبت في الفترة الأخيرة، بخلاف ما حدث في أكتوبر من العام الماضي، عندما سارعت إلى إعلان تضامنها مع طهران عقب الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية.

وحسب ما رصده مهتمون بتحركات وخرجات جبهة البوليساريو، فإن الجبهة الانفصالية لم تُصدر "رسميا" أي بلاغ يُندد بالهجوم الإسرائيلي على إيران هذه المرة، في حين كانت قد أدانت بشدة الهجوم الذي حدث أواخر العام الماضي، وكانت تُعلن عن روابطها وعلاقاتها مع طهران بشكل علني، على عكس موقفها الحالي.

وفي هذا السياق، كان زعيم البوليساريو من السابقين لتوجيه برقية تعزية إلى طهران عقب وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادثة سقوط مروحيته في ماي 2024، ثم كانت الجبهة من الذين أدانوا الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية إيرانية في أكتوبر 2024، الأمر الذي يثير علامات استفهام عن هذا الصمت في الوقت الراهن.

ويأتي هذا الصمت بالتزامن مع تداول تقارير إعلامية تتحدث عن طلب الجزائر من جبهة البوليساريو بالتخلص من أسلحة إيرانية تمتلكها، مما يؤشر عن وجود مساعي مشتركة بين الجزائر والبوليساريو، لمنع ما يُثبت وجود روابط بين الجبهة الانفصالية والنظام الإيراني، لتفادي تداعيات هذا الارتباط على موقف البوليساريو على المستوى الدولي، خاصة من طرف الدول الغربية.

ولا يستبعد العديد من المتتبعين لجبهة البوليساريو، أن يكون هذا الصمت هو بأمر من الجزائر، التي ترغب في إبعاد الجبهة الانفصالية عما يُضعف موقفها دوليا، الأمر الذي سيعني سقوط الورقة التي تستعملها الجزائر في إطالة أمد النزاع مع المغرب، ولا سيما أن الأخير نجح في السنوات الأخيرة في تعزيز موقفه لإنهاء نزاع الصحراء مقابل انفضاض الداعمين للجبهة الانفصالية.

كما أن هذا الصمت يأتي في سياق تزايد العديد من التقارير الدولية الصادرة عن صحف عالمية ومراكز تفكير غربية، تحدثت في الشهور الأخيرة عن وجود روابط كبيرة بين البوليساريو مع كل من سوريا وإيران، وحصول الجبهة الانفصالية على أسلحة من إيران، وهو ما وضع ضغوطا كبيرا على البوليساريو التي خرجت أكثر من مرة لنفي تلك المعطيات.

ويُرجح بقوة أن تجنب البوليساريو لإصدار أي موقف داعم لإيران في حربها مع إسرائيل، يدخل في إطار رغبتها في إبعاد "شبهة الارتباط" بالنظام الإيراني، وبالتالي تجنب المزيد من الضغوط التي تُهدد وجودها، ولا سيما في ظل تزايد المطالب بتصنيفها تنظيما إرهابيا.

جدير بالذكر أن المغرب كان قد قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران في السنوات الأخيرة، بسبب دعم طهران لجبهة البوليساريو، وقد أشار وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة في أحد التصريحات، بأن البوليساريو حصلت على أسلحة من صنع إيراني، واستخدمتها ضد القوات المغربية ومواطنين مغاربة في الأقاليم الصحراوية.