"دبلوماسية التزوير".. سفير الجزائر في المجر يستبدل صورة سفيرة المغرب بصورته في لقاء لم يُدعَ له أصلا!
في خطوة غريبة ليس فقط على الأعراف الدبلوماسية، ولكن أيضا على أبسط ضوابط اللباقة الفروض توفرها في العلاقات بين الدول، قام السفير الجزائري في المجر، على مقراني، بـ"تزييف" صورة مشاركته في ندوة نظمتها مؤسسة مجرية متخصصة في العلاقات الدولية بمناسبة يوم إفريقيا، حيث عمد إلى حذف صورة سفيرة المغرب في بودابيست، التي استدعيت للمشاركة في اللقاء بصفتها عميدة السلك الدبلوماسي الإفريقي، واستبدلها بصورة قديمة له.
وتحولت تدوينة على حساب سفارة الجزائر في بودابيست على موقع "فيسبوك" نُشرت يوم 23 ماي الجاري، إلى محج للراغبين في السخرية من تصرف الدبلوماسي الجزائري، وذلك بعدما أرفقها بصورة زعم أنها توثق لمشاركته في اللقاء الذي نظمه معهد الشؤون الخارجية والتعاون الهنغاري بشراكة مع مجموعة السفراء الأفارقة في بودابيست حول الاقتصاد الإفريقي وفضاءات التجارة الحرة بالقارة السمراء، والتي نُظمت عن بعد بواسطة تطبيق "زووم".
وبالرجوع إلى المقاطع الأصلية للاجتماع الافتراضي يتضح أن السفير الجزائري "فبرك" الصورة التي نشرها حساب السفارة، حيث حذفَ صورة السفيرة المغربية في بودابيست، كريمة القباج، ونشر صورته الشخصية، والمثير أن المسؤول الدبلوماسي الجزائري لم يكلف نفسه عناء التقاط صورة جديدة، بل عمد إلى تسجيل قديم ليقتطع منه صورته.
والأغرب من ذلك أن هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها السفير الجزائري إلى هذا الأسلوب، فالصورة التي استبدل بها صورة السفيرة المغربية هي نفسها التي نشرها حساب السفارة بتاريخ 5 مارس للقاء حول وباء كورونا، ثم نُسخت ووضعت في مشهد اجتماع عن بعد نظمته سفارة البرتغال في هنغاريا مع السفراء الأفارقة حول تنمية مصادر المياه في القارة السمراء، وذلك يوم 14 أبريل، ونشرها أيضا الحساب الرسمي للسفارة الجزائرية.
والمثير للاستغراب أيضا هو أن الدعوة الرسمية للقاء لم تذكر إطلاقا اسم السفير الجزائري، والذي كانت بلاده ممثلة بصونيا بن زيادة، العضو في مفوضية الجزائر بمنظمة مناطق التجارة الحرة في القارة الإفريقية، وهي نفسها التي نُشرت كلمتها مع الصورة المزيفة على حساب السفارة الجزائرية، في حين تصدر اسم الدبلوماسية المغربية، التي تحمل صفة "سفيرة فوق العادة"، نصَّ الدعوة، ليست فقط باعتبارها عميدة السفراء الأفارقة ولكن أيضا لأن المجموعة التي تترأسها مشاركة في تنظيم اللقاء.
