رئيس أركان الدفاع الإسباني: سيناريو الغزو المغربي غير مطروح على الإطلاق رغم استمرار الرباط في المطالبة بالسيادة على سبتة ومليلية
استبعد رئيس هيئة أركان الدفاع الإسباني، الأميرال تيودورو لوبيث كالدرون، بشكل كبير احتمال وقوع أي "تهديد مغربي" لمدينتي سبتة ومليلية، وذلك في تصريحاته خلال منتدى "الدفاع والفضاء الجديد" الذي نظمه مؤسسة "نويفا إكونوميا فوريم" أمس الأربعاء بالعاصمة مدريد.
وقال كالدرون إنه لا توجد مؤشرات تدعم هذا السيناريو، رغم استمرار المغرب في المطالبة بالسيادة على هاتين المدينتين، واعتبر المسؤول العسكري أن الوضع الاقتصادي والموارد البشرية المتوفرة، في حال الحفاظ عليهما خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة، كفيلان بضمان استقرار المدينتين، مضيفا أن "سيناريو الغزو غير مطروح على الإطلاق".
وتأتي تصريحات المسؤول العسكري الاسباني، في أعقاب استطلاع للرأي أنجزه مؤخرا المعهد الملكي "إلكانو" بإسبانيا، والذي خلص إلى أن المغرب يُنظر إليه من قبل أغلب المستجوبين باعتباره "أبرز" تهديد خارجي تواجهه إسبانيا، متقدما على روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل والصين.
وكشفت المعطيات الرقمية للاستطلاع، بأن 55 في المائة من المشاركين يرون في المغرب مصدر الخطر الأول، فيما بلغت النسبة 33 في المائة بالنسبة لروسيا، و19 في المائة للولايات المتحدة الأمريكية، و8 في المائة لإسرائيل، و6 في المائة للصين.
وتتوزع هذه النظرة بحسب الانتماء الإيديولوجي، حيث ترتفع نسبة من يعتبرون المغرب تهديدا في صفوف من يعرفون أنفسهم بأنهم من اليمين لتبلغ 56 في المائة، مقابل 38 في المائة في الوسط، و29 في المئة لدى اليسار، حيث أنه رغم هذه التصورات، يرى 60 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أن إسبانيا ليست مهددة بشكل فعلي من قبل أي دولة، بينما يعتقد 40 في المائة أن هناك تهديدات قائمة.
وفي سياق حديثه عن التحديات الإقليمية، أعرب لوبيث كالدرون عن قلقه من التغيرات الجيوسياسية التي تعرفها منطقة الساحل، محذرا من تأثير الوجود الروسي المتزايد في غينيا الاستوائية ومناطق أخرى، وأشار الى أن هذا الحضور قد يُستغل في توظيف أدوات ضغط غير تقليدية مثل الهجرة غير النظامية أو تهريب المخدرات، ما قد تكون له تبعات مباشرة على الأمن القومي الإسباني.
وأضاف كالدرون أن حلف شمال الأطلسي "يعتبر روسيا والإرهاب القادم من الجنوب التهديدين الرئيسيين في المرحلة الحالية"، مشددا على أن أي تدخل للناتو في منطقة الجنوب يجب أن يتم بالتنسيق مع الدول المعنية، ضمن مقاربة تستند إلى تعزيز الاستقرار بدل فرضه.





تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :