رفض منحهم المساعدات وهاجم القصر الملكي.. حزب "فوكس" يتهم المغرب بـ"ابتزاز" إسبانيا بحياة مواطنيه

في غمرة محاولة الرباط ومدريد إنهاء أزمتهما الثنائية، اختار حزب "فوكس" المصنف في خانة اليمين المتطرف، أن يستغل الأزمة التي تعيشها جزر الكناري جراء موجة الهجرة غير النظامية التي ضربتها خلال الأشهر الماضية، من أجل تسويق خطابه المعادي للمغرب، حيث لجأ، في تجمع يوم أمس الثلاثاء بسانتا كروز دي تينيريفي، لاستخدام لهجة حادة لم يسلم منها حتى القصر الملكي المغربي، متهما السلطات المغربية بممارسة "الابتزاز" بواسطة حياة مواطنيها.

وحل الأمين العام لحزب "فوكس"، خافيير أورتيغا سميث، بجزر الكناري لتفقد وضعها بعد موجة الهجرة غير النظامية التي أثقلت كاهلها، إذ أورد بعد زيارته لمركز "لاس كانتيراس" للمهاجرين في تينيريفي أن أكثر من 50 في المائة من نزلائه مغاربة، هؤلاء الذين اعتبر أن السلطات المغربية "تمارس الابتزاز تجاه إسبانيا بحياتهم ومستقبلهم"، قبل أن يستعمل عبارات حادة لانتقاد القصر الملكي والسلطات المغربية باعتبارهما مسؤولين عن ذلك.

وأورد أورتيغا سميث أنه "يأسف ويحزن" لرؤية "هؤلاء الشباب الأفارقة الذين جرى استغلالهم وخداعهم"، موردا أن ما يحدث "ابتزاز لإسبانيا بواسطة حياة مواطنين مغاربة، وإذا تجرأ أحد على انتقاده يوصف بالكاره للأجانب والعنصري"، لكنه أيضا هاجم حكومة بلاده التي "توفر الموارد الصحية والاجتماعية لهؤلاء المهاجرين مقابل عجزها عن حماية الإسبان".

غير أندافع أورتيغا سميث لما قاله ليس هو الإشفاق على حال المهاجرين غير النظاميين، بل غضبه من تعمل الرباط مع طلبات مدريد لاستعادتهم، وهو ما اتضح من خلال قوله إن الحكومة الإسبانية كلما تفاوضت مع نظيرتها المغربية حول عمليات الترحيل يكون المقابل هو "غزو الطماطم والخضروات المغربية للسوق الإسبانية".

وطالت انتقادات الأمين العام لـ"فوكس" المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال الهجرة، التي وصفها بـ"الكاذبة" قائلا إنها تتلقى يوميا 100 يورو كدعم عن كل مهاجر غير شرعي، وهو المبلغ الذي قال إن "شباب جزر الكناري الإسبان الذين تغيب الآفاق المستقبلية عن 75 في المائة منهم، يحتاجون تلك المبالغ لصنع مستقبلهم عوض تقديمها للشبان الأفارقة".

وتعد هذه الكلمات هي الأقوى من نوعها من طرف حزب "فوكس" بخصوص أزمة المهاجرين غير النظاميين بجزر الكناري، وتأتي في سياق سياسي مشحون تعرفه إسبانيا بعد اقتراب إعلان الانتخابات المبكرة في العديد من الأقاليم وعلى رأسها إقليم مدريد، ودفع بعض الأحزاب في اتجاه إجراء انتخابات عامة سابقة لأوانها أيضا، ويريد "فوكس" دعم شعبيته المتزايدة من خلال خطاب أكثر شعبوية وأكثر عداء للمغرب وللمهاجرين.