زعيم البوليساريو مُختفٍ عن الأنظار منذ أكثر من شهر.. هل تُعِدُّ الجزائر بديلا له لقيادة الجبهة الانفصالية؟

 زعيم البوليساريو مُختفٍ عن الأنظار منذ أكثر من شهر.. هل تُعِدُّ الجزائر بديلا له لقيادة الجبهة الانفصالية؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 15 أبريل 2021 - 17:47

ابتعد زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، عن أي ظهور علني منذ أكثر من شهر، ولم تعد تحركاته تبرز عبر وسائل الإعلام التابعة للجبهة الانفصالية إلا من خلال رسائل موقعة باسمه، الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة الوضع داخل قيادة البوليساريو في تندوف على الأراضي الجزائرية، في ظل بروز اسم البشير مصطفى السيد بقوة في وسائل إعلام جزائرية مؤخرا، وهو نفسه الذي كان قد نفى مقتل غالي في هجوم بطائرة مسيرة نفذه الجيش المغربي.

وبالرجوع إلى أرشيف المواد التي تنشرها وسائل إعلام البوليساريو، وخاصة "وكالة الأنباء الصحراوية" المنبر الإعلامي الرئيس للجبهة، يتضح أن آخر نشاط علني ظهر فيه غالي كان هو مشاركته، عن بعد، في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي، وهو اللقاء الذي بدا خلاله وحيدا داخل مكتبه أمام كاميرا الحاسوب وبثت الوكالة قصاصة حوله يوم 9 مارس 2021، أما آخر ظهور له وسط صحراويي المخيمات فكان يوم 6 مارس 2021 خلال إشرافه على "تخرج" دفعة جديدة من مقاتلي الجبهة.

وبعد ذلك لم يظهر اسم غالي في إعلام الجبهة إلا في رسائل يبعث بها إلى دول العالم باعتباره "رئيس الجمهورية العربية الصحراوية" على حد توصيف الوكالة الصحراوية، حتى عندما يتعلق الأمر بدول لا تعترف رسميا بوجود هذا الكيان، على غرار تعزية ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في وفاة زوجها دوق أدنبرة الأمير فيليب، أو تعزية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ضحايا حادث تصادم قطارين بسوهاج، أما آخر رسالة موقعة باسمه فكانت تهنئة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بمناسبة حلول شهر رمضان، ونُشرت أمس الخميس.

وفي المقابل برز بوضوح مؤخرا اسم البشير مصطفى السيد، الذي يحمل صفة مستشار زعيم الجبهة المكلف بالشؤون السياسية، والذي يوصف أيضا بـ"جلاد البوليساريو" بالنظر لتورطه في قضايا تعذيب ضد صحراويين وموريتانيين يتابع بسببها قضائيًا في إسبانيا، ولا يظهر اسمه في منابر الجبهة فحسب، بل أيضا في الإعلام الجزائري، إذ نشرت جريدة "الخبر" حوارا معه الأسبوع الماضي أكد فيه مقتل قائد درك المخيمات، الداه البندير، في عملية نُفذت بواسطة طائرة مسيرة "درون" تابعة للقوات المسلحة الملكية، نافيا في المقابل إصابة غالي خلال هذه العملية.

ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة"، فإن فشل غالي في تدبير التطورات الأخيرة في الصحراء، انطلاقا من فشل محاولة السيطرة على المنطقة العازلة في "الكركارات" وصولا إلى عدم قدرته على إقناع المنتظم الدولي بالضغط على المغرب للعودة إلى طاولة المفاوضات مع "البوليساريو"، دفعت الجزائر إلى إبعاده عن المشهد وتحضير مصطفى السيد تدريجيا لخلافته.

ويبرز هذا التوجه، وفق المعطيات نفسها، من خلال تحركات مصطفى السيد الأخيرة، فإلى جانب تحوله إلى "ناطق وحيد تقريبا باسم الجبهة"، صار يعوض غالي في العديد من التحركات، على غرار لقائه بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني يوم 24 مارس الماضي، في نواكشوط، بل و"تكريمه" لموريتانيين مساندين للجبهة الانفصالية في لقاء لم يحضر فيه غالي إلا بالاسم على اعتبار أن الخطوة تمت، نظريا، بقرار منه.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...