عكس هدوء المغرب.. البوليساريو ترد على خيباتها الأممية بتخريب طريق الكركارات والتلويح بالحرب

 عكس هدوء المغرب.. البوليساريو ترد على خيباتها الأممية بتخريب طريق الكركارات والتلويح بالحرب
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 24 أكتوبر 2020 - 21:25

يوما بعد يوم تتأكد رغبة جبهة البوليساريو في إشعال فتيل الحرب المتوقفة منذ ما يقارب العشرين عاما، وهو الأمر الذي تدفع بقوة إلى أن تكون التطورات التي يشهدها معبر الكركارات منطلقا له خاصة بعد أن أغضبها موقف أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الأخير الذي أدان إغلاق المعبر، الشيء الذي دفع أنصارها إلى تخريب الطريق الذي تمر به والتي تربط المغرب بموريتانيا، في الوقت الذي لا يزال فيه المغرب يتعامل مع هذه التطورات بهدوء.

واليوم السبت نشر أنصار الجبهة الانفصالية صورا تظهر المتجمهرين أمام المعبر وهم يقومون بتخريب الطريق المخصصة لحركة البضائع وتنقلات المدنيين بالمنطقة المعروفة بـ"قندهار" على الخط العازل ما بين الأراضي المغربية والموريتانية، وهي الطريق التي كانت المملكة قد تكفلت بإنجازها، الأمر الذي يأتي بعد أيام من تأكيدات غوتيريش على أن المعبر يجب أن يبقى مفتوحا أمام حركية التجار والمدنيين، الشيء الذي أغضب الجبهة ودفعها لمراسلة الأمم المتحدة للتعبير عن تضايقها من هذا التصريح.

وأمس الجمعة خرج عبد الله الحبيب بلال، الذي يحمل صفة وزير الأمن والتوثيق بمخيمات تندوف ورئيس لجنة الدفاع والأمن بالجبهة، ليعلن عبر وكالة الأنباء الموريتانية أن "خيار العودة للقتال وارد"، متهما الأمم المتحدة بـ"التقاعس عن تطبيق مقتضيات اتفاق السلام الموقع بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية عام 1991"، ورغم نفيه أن يكون إغلاق معبر الكركرات الذي بدأ منذ يوم الأربعاء "عملا تكتيكيا"، إلا أنه زعم أن وجوده "غير شرعي ويخرق اتفاق السلام".

وعكس ما تروج له البوليساريو، كان الأمين العام للأمم المتحدة قد طالب عناصر الجبهة بمغادرة المنطقة العازلة في الكركارات عدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارية المنتظمة في هذه المنطقة، مشددا على ضرورة الامتناع عن اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يشكل تغييرا للوضع القائم هناك، كما كشف أن المنظمة الأممية رصدت مجموعة مكونة من 50 شخصا تابعين للجبهة الانفصالية متورطين في عمليات العرقلة.

وتزامنا مع ذلك يستمر المغرب في جني مكاسب جديدة بخصوص قضية الصحراء، إذ تزامنا مع افتتاح سفارة زامبيا بالرباط اليوم السبت، أعلن وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن لوساكا ستفتح بعد 3 أيام قنصلية لها بمدينة العيون، وقبل ذلك افتتحت كل من بوركينا فاسو وجمهورية غينيا الاستوائية تمثيليتين دبلوماسيتين لهما بمدينة الداخلة.

وبدا بوريطة هادئا وهو يتحدث يوم أمس الجمعة عن تطورات الوضع في الكركارات، موردا أن "من يمارس الاستفزازات يخرج عن الشرعية الدولية ويضع نفسه في مواجهة مع الأمم المتحدة والقانون الدولي، وهذا ليس بغريب على جماعات تشتغل بمنطق العصابات"، وأضاف أن المغرب كان له على الدوام موقف مفاده أن "لا مسار سياسي مع عصابات، لا مسار سياسي مع قطاع الطرق، لا مسار سياسي مع من هو فاقد للمصداقية ومن يشتغل كجماعات مسلحة وكعصابة".

وعلق وزير الخارجية على غلق الانفصاليين لمعبر الكركارات قائلا "اليوم، نرى قطاع طرق بالمعنى الحقيقي.. هذا لا يمكن أن يكون مخاطبا للمغرب ولا يمكن أن يشكل أساسا لأي مسلسل سياسي"، وأضاف أن "أعمال قطاع الطرق هاته لن تؤثر على المسار الذي اتخذه المغرب والذي يمشي فيه بقناعة الدول وبالشرعية الدولية، وبالمواقف الواضحة للأمم المتحدة حول هذه الاستفزازات وحول عدم شرعيتها، سواء من قبل مجلس الأمن في قراراته في 2017، أو من قبل الأمين العام للأمم المتحدة".

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...