"علقوا المُصور".. أمزازي يلاحق مسربي صورة التلاميذ "المتكدسين" ويتناسى تعهداته أمام البرلمان

 "علقوا المُصور".. أمزازي يلاحق مسربي صورة التلاميذ "المتكدسين" ويتناسى تعهداته أمام البرلمان
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 7 شتنبر 2020 - 20:25

شكلت صورة تلاميذ داخل حجرة دراسية بإحدى المدارس العمومية المغربية وهم يجلسون متزاحمين على طاولات تحمل أكثر مما تطيق، العنوان الأبرز للموسم الدراسي الجديد الذي انطلق اليوم الاثنين، والذي قررت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أن تجعله هجينا، يمزج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، غير أن المثير كان هو "مطاردة" الوزير سعيد أمزازي للشخص الذي التقط الصورة.

ورغم انتشار مجموعة من الصور التي أظهرت تنظيم العديد من المؤسسات التعليمية لعملية الدخول المدرسي بشكل نموذجي تقريبا، إلا أن الصورة المذكورة كانت الأكثر انتشارا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بوصفها لخصت حالة التناقض بين متطلبات الوقاية وواقع الاكتظاظ الذي تعيشه المدرسة العمومية، حيث يظهر التلاميذ الصغار وهم يرتدون الكمامات لكن كل طاولة تحمل ثلاثة منهم في الوقت الذي لا تتسع فيه إلا لطفلين خلال الظروف العادية.

لكن أمزازي الذي دافع يوم 26 غشت الماضي على قرار وزارته أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، نشر توضيحا على صفحته الرسمية في الفيسبوك توعد فيها "الشخص أو الأشخاص الذين قاموا بتصوير التلاميذ في هذه الوضعية وتعريض حياتهم للخطر"، على حد تعبيره، بـ"اتخاذ الإجراءات اللازمة"، ما يُفهم منه أن الوزير الذي يشغل أيضا منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة، شغله أساسا تسلل هذه الصورة إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

واستُقبل توضيح أمزازي بوابل من الانتقادات، باعتبار أن همه الأول هو عدم نشر مثل هذه الصور حتى لا تظهر إكراهات التعليم الحضوري في ظل الجائحة في العديد من المدارس العمومية، وهو ما يناقض تأكيداته حول استعداد كل المؤسسات التعليمية لضمان دخول مدرسي آمن، فيما ذهب معلقون إلى اعتبار أن اكراهات هذه المدارس ليست من ضمن أولويات الوزير الذي يدرس أبناءه في المدارس الأجنبية.

احتجاج وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي قبل استوزاره بعد ارتفاع واجبات التسجيل لأبنائه في مدارس البعثة الفرنسية

وعمليا، لا يعاني أمزازي "الأب" من تبعات الدراسة حضوريا بالمدارس العمومية، كونه يدرس أبناءه في مدارس البعثة الفرنسية، الأمر الذي أكده بنفسه لوكالة الأنباء الفرنسية "أ.ف.ب" سنة 2012 عندما كان يمثل جمعية آباء مؤسسة "ديكارت" التي تحتج على رفع واجبات التسجيل، حيث أكد أن بناته الثلاث يدرسن في هذه المؤسسة مقابل رسوم تصل إلى 9000 أورو سنويا، ومن المعروف أن هذا النوع من المدارس يملك من الوسائل والإمكانيات ما يمكنه من توفير الحماية للتلاميذ عكس التعليم العمومي.

ويبدو أن "ملاحقة" أمزازي لمصوري اللقطة عوض توضيح أسباب ما جرى سببت له إحراجا كبيرا، الشيء الذي دفعه إلى نشر توضيح إضافي يقول فيه إن الوزارة ستقوم باتخاذ "الإجراءات اللازمة في حق الشخص أو الأشخاص الذين قاموا بتكديس التلاميذ داخل القسم، في غياب تام لاحترام التدابير الوقائية التي ينص عليها البروتوكول الصحي المفعل على مستوى جميع المؤسسات التعليمية وتعريض حياتهم للخطر".

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...