غياب شبه تام لتمور الجزائر في الأسواق المغربية.. ومعطيات تتحدث أن السبب يعود لخوف المستهلك من تلوثها ببقايا ما تركته التجارب النووية الفرنسية بصحراء الجزائر

 غياب شبه تام لتمور الجزائر في الأسواق المغربية.. ومعطيات تتحدث أن السبب يعود لخوف المستهلك من تلوثها ببقايا ما تركته التجارب النووية الفرنسية بصحراء الجزائر
الصحيفة من الرباط
الجمعة 15 مارس 2024 - 16:23

تعرف الأسواق الممتازة في المغرب غياب شبه تام للتمور الجزائرية المعروضة ضمن المنتجات الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان على خلاف السنوات الماضية التي كانت "تمور الجزائر " تحضى بمساحات مهمة للعرض سواء في الأسواق الممتاز في مختلف مدن المملكة أو في الأسواق الشعبية.

وفي جولة صغيرة لأهم الأسواق الممتازة بالمغرب يتضح بشكل جلي الغياب التام للتمور الجزائرية في مقابل حضور مهم للتمور المغربية من نوع "المجهول" وكذا التمور التونسية من نوع "شمروخ" و"دقلة النور" و"سليمة"، مع تعويض التمور الجزائرية على ما يبدو بالتمور المصرية من نوع "البراري" و"تاج التمور" الإماراتية، مع أن العرض يهم أيضا التمور السعودية.

ويبدو أن الخلافات السياسية بين المغرب والجزائر انعكست على قبول التمور الجزائرية من طرف المستهلك المغربي، غير أن معطيات حصلت عليها "الصحيفة" من مسؤولين بتسويق المنتجات الاستهلاكية في أحد الأسواق الممتازة بالعاصمة المغربية الرباط أكدوا أن الأمر لا يتعلق فقط بـ"نفور" المستهلك المغربي من التمور الجزائرية نظرا لما وصل إليه الاحتقان الجزائري نحو المغاربة، بل أيضا لأن الثقة في الجودة وسلامة هذه التمور أصبحت محل شك بعد العديد من التقارير الأوروبية والكندية التي تخص تلوث هذه التمور خصوصا التي يكون مصدرها الصحراء الجزائرية التي سبق أن كانت مركز تجارب نووية من طرف فرنسا أواسط القرن الماضي، وتركت تلوثا عاليا في تربتها التي تزرع فيها آلاف الهكتارات من التمور التي يتم تصديرها إلى الخارج.

وكانت فرنسا قد أجرت 57 تجربة نووية في الصحراء الجزائرية بداية من سنة 1960، حيث خصصت مساحة 108 ألف كيلومتر مربع على بُعد 40 كلم من مدينة رقان لإنشاء مركز عسكري صحراوي خصص لتفجير 17 قنبلة نووية فرنسية، حيث بقيت الأراضي في الصحراء الكبرى للجزائر ملوثة بعد هذه التجارب وغالبيتها تزرع فيها، اليوم، آلاف الهكتارات من النخيل التي تنتج التمور التي تصدر لمختلف دول العالم.

هذا، وكات السلطات الجزائرية قد اعتقلت سنة 2022 الصحافي بجريدة "الشروق" بلقاسم حوام، وأدانته محكمة الجنح بـ"حسين داي" بالعاصمة الجزائرية بجنحة نشر وترويج أخبار كاذبة بالسجن عام حبسا منه شهرين نافذين بعد أن نشر مقالا يؤكد فيه رفض شحنة تمور جزائرية بعد تصديرها إلى فرنسا بسبب معالجتها بمبيدات محظورة.

وتحدث المقال عن "وقف فوري لتصدير التمور الجزائرية" من نوع "دقلة النور" المشهورة، مؤكدا أن القرار جاء بعد رفض شحنة من ثلاثة آلاف طن من فرنسا التي أعدات شنحة التمور إلى الجزائر لأنها "غير صالحة للاستهلاك".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...