في إشارة لمشروع الهيدروجين الأخضر.. السفير الألماني يؤكد رغبة برلين في استئناف مشاريع الطاقة المتجددة مع المغرب
أعرب السفير الألماني بالمغرب، روبرت دولغر، عن رغبة بلاده في إحياء مشاريع الطاقة النظيفة التي تجمع بين الرباط وبرلين، والتي كانت قد جُمدت إثر الأزمة الدبلوماسية بين البلدين التي انتهت بإعلان الحكومة الألمانية الحالية دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، حيث يحيل كلام الدبلوماسي الذي التقى أمس الأربعاء في الرباط برئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، على مشروع الهيدروجين الأخضر الذي يمكنه تغطية 25 في المائة من الحاجيات الألمانية للطاقة المتجددة.
وقال السفير الألماني إن الظروف التي تم فيها استئناف التعاون السياسي والدبلوماسي بين الرباط وبرلين توفر "قاعدة صلبة ينبغي توظيفها من أجل بناء مستقبل مشترك زاهر وترسيخ الحيوية في العلاقات الثنائية والعمل على توسيعها وتوطيدها خاصة في ميادين الطاقات المتجددة ومحاربة ظاهرة الجفاف والأمن الغذائي، مشددا على أهمية تعزيز التعاون البرلماني بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين".
وعبَّر دولغر عن "الإرادة القوية" التي تحذو ألمانيا والاتحاد الأوروبي لتعميق العمل مع المغرب في كل المجالات، اعتبارا لكونه الأفضل اندماجا في محيطه والأكثر تعاونا مع المؤسسات الأوربية، رابطا الأمر بتطور رؤية بلاده لحل ملف الصحراء الذي أضحى داعما لمقترح الحكم الذاتي، حيث أورد أن الموقف الألماني يشكل إطارا جيدا للتعاون الثنائي، كما جدد دعم بلاده للجهود الأممية الرامية إلى إيجاد حل دائم ومقبول لهذا النزاع الإقليمي.
وفي يونيو من سنة 2020 وقع المغرب وألمانيا اتفاقية لإنجاز مشروع الهيدروجين الأخضر على الأراضي المغربية، انطلاقا من الطاقة الشمسية والريحية، والذي خصصت له الحكومة الألمانية 9 مليارات دولار، وهي الخطوة التي كانت ستُحول المملكة إلى أكبر مصدر لهذه المادة عالميا، حيث ستُنتج ما بين 2 و4 في المائة من الحاجة العالمية للطاقات المتجددة، وستؤمن للسوق الألماني 25 في المائة من متطلباته الطاقية النظيفة.
وتزداد حاجة ألمانيا لهذا المشروع حاليا، إذ في الوقت الذي توقع فيه الاتحاد الألماني لهيئات الطاقة المتجددة أن ترتفع متطلبات البلاد الكهرباء بحلول عام 2050 بنسبة 60 في المائة مقارنة مع سنة 2018، وأن يسجل استهلاك الكهرباء ارتفاعا واضحا ابتداء من سنة 2030، جاءت الحرب الروسية الأوكرانية التي أضحت تمثل تهديدا لتدفقات الغاز الروسي إلى ألمانيا بسبب موقف برلين المناوئ لموسكو.