في خِطابِ العَرش!

 في خِطابِ العَرش!
أحمد إفزارن
الأحد 31 يوليوز 2022 - 14:38

■ قِراءَةٌ في خِطاب الذكرَى 23 لعِيدِ العَرشِ المَغربيّ…
إشاراتٌ تُبرِزُ التّفاعُلَ الإيجابيّ المُتَواصِلَ بينَ الملكِ والشّعب، في قضايَا تَشغلُ بالَ المَغارِبة، قِمّةً وقاعِدة:
1- دَعوَةٌ مَلكيّةٌ إلى فتحِ نقاشٍ حول تعديلِ مُدونة الأسرة التي أكّدَ جلالتُهُ أنها ” صارَت غيرَ كافيةٍ للوُصول إلى الأهداف المَرجُوّة مِنها مِن تمكِينِ النّساءِ ومَنْحِهِنَّ حُقُوقَهُنّ”..
وقال مَلِكُ المَغرب: "مُدوّنةُ الأُسرَة ليسَت مُدوّنةً للرّجُلِ ولا للمَرأة، ولكنّها مُدوّنةُ الأُسرَةِ كَكُلّ، فهي تُعطِي الحقَّ لجمِيعِ مُكوّناتِ الأُسرَة"..
2- إشارةٌ إلى وَقفةٍ ملَكيّةٍ عِند تَدَاعِيّاتِ جائحةِ "كُورُونا" التي أثَّرَت على الحياةِ اليوميةِ لكثيرٍ من الناس.. وفيها أشارَ المَلكُ إلى أنّ تنزيلَ مَشرُوعِ "الحِمايةِ الاجتِماعية" أعطَى نتائجَ مُهِمّة، من أجلِ "تعمِيمِ التّغطيّةِ الصّحّية" الذي سيَستَفيدُ منهُ سبعَةُ مَلايِين طِفل..
3- وفي هذا السّياق..
اعتَبرَ المَلكُ أن ” أخطرَ ما يُواجِه تنميةَ البِلاد، والنّهوضَ بالاستثمارات، هي العراقيلُ المَقصُودة، التي يَهدِف أصحابُها لتحقيق أرباحٍ شَخصِيّة، وخِدمةِ مَصالِحِهم الخاصّة، وهو ما يجِبُ مُحارَبتُه”..
4- وقال مَلِكُ المَغرب إنّ "جُهودَ القِطاعَيْن العامّ والخاصّ أعطَى نتَائجَ إيجابيّة"…
5-  وأكّدَ جَلالتُه على ضَرُورةِ مُواجَهةِ ارتِفاعِ الأسعارِ والمُضارَبات…
6- وقال المَلِك: “ندعُو الحكومةَ والأوساطَ السياسيةَ والاقتصادية، للعَمل على تسهيلِ جَلبِ الاستثماراتِ الأجنبيّة، التي تَختارُ بلادَنا في هذه الظروفِ العالمية، وإزالةَ العراقيلِ أمامَها، لأنّ أخطرَ ما يُواجِهُ تنميةَ البلاد، والنهوضَ بالاستثمارات، هي العراقيلُ المقصُودةُ التي يَهدفُ أصحابُها لتَحقِيقِ أرباحٍ شخصيّة، وخِدمةِ مَصالحِهم الخاصّة، وهو ما يجِبُ مُحارَبتُه”..
7- والجزائر…
▪︎إشارةٌ مَلكِيّةٌ تُبرِزُ كيف يكونُ الكلامُ الحَكِيمُ من قِبَلِ رئيسِ الدولة المغربية مع الشعبِ الجزائري الشّقِيق..
هُنا تَبرُزُ اللّبَاقةُ الدبلوماسيةُ للمَلِك المُسالِم، الطّيّب، وهو يُخاطِبُ الجِيرانَ بشأنِ اعتبارِ "توطيدِ الأخُوّةِ هو الحلّ"..
الملكُ يدعُو في "خطابِ العرش" إلى إقامةِ علاقاتٍ طبيعيةٍ مع الجزائر..
وتَبرُزُ العَبقَرِيّةُ الحَكِيمةُ حيثُ يُخاطِبُ الملكُ شعبَ الجزائر: "إنّ مَن يُسُبُّ ويَشتُم ويُروّجُ مُغالطاتٍ بين الشّعبيْن في عَلاقتِهما، لن يَجعَلَ الاشقّاءَ يَتَفرّقُون أبدًا…"..
ويُضِيفُ المَلك: "تاريخُ المَغربِ علَّمَنا أنّنا دائمًا نَنتَصِرُ ونَخرُجُ مِنَ الأَزمات"..
▪︎وقال المَلك: نتَطلعُ إلى الرئاسةِ الجزائرية للعملِ على إقامةِ عَلاقاتٍ طبيعيةٍ بين شَعبيْن تَجمعُهما روابطُ تاريخيّة..
■ إنها أبرَزُ النُّقَطِ الوَارِدة في خِطابِ العَرش..
وهذه تُلخّصُ ما يَشغلُ بالَنا جميعًا في الظرفِ الراهِن..
▪︎هي إشاراتٌ واضحةٌ إلى كَونِ المَلكِ وشَعبِهِ يتَقاسَمان أفكارًا رئيسيّة، وبرَأيٍ مُشترَك، وحُلولٍ لا تَختَلف..
▪︎وها هو المَلكُ وشَعبُه يتَقاسمَان نفسَ الهُمُوم، وتَخطُرُ ببَالِهِما حُلولٌ مُشترَكةٌ أو مُتَقارِبة..
وهذا يُعطينا صورةً عن مَلِكٍ قارِئ، مُطَّلِع، مُتتَبِّعٍ للمَعلُوماتِ والتّحاليلِ والتّطوُّرات، وعن كونِ مَلكِ المَغرب على دِرايةٍ تامّةٍ بخَلفيّاتِ القضايا المَطروحة، سياسيّا، واقتِصاديّا، واجتِماعيّا…
■ ومِن مَلِكِنا نَستَفِيد..
والقراءاتُ الشّعبيةُ في "خِطابِ العَرش" تُذكِي المِخيالَ الوَطني، باستِحضارِ الأحداثِ المُتناقِضة الحاصلة عِندَنا وفي جهاتٍ أخرى من العالم..
والمَسؤولياتُ الكُبرَى في بِلادِنا، وفي خِضمّ التّوتُّرات الحاصلة في الخارطة الدولية، تُركّزُ على المصالحِ الاستراتيجية: الأمن الغذائي، العناية بالماء، الفلاحة، العيشِ الكريمِ لكلّ مُواطِن، الاستِقرارِ السياسي والاقتصادي، والحمايةِ الاجتماعية، ورهانات أساسية تشغلُ بالَ كلّ بلادِنا، قِمّةً وقاعِدة، عِلمًا بأنّ كلّ الآراء مُلتَفّةٌ حولَ مَضامينِ خطابِ العرش الذي قدّم للشعب مُعطياتٍ بنّاءةً واقعيّة، وحلولاً استراتيجيةً لحمايةِ بلدِنا من احتِمالِ حُدُوثِ مُنزلَقاتٍ هُنا أو هناك أو في مِنطَقتِنا الجِواريّة..
▪︎رُؤيَتُنا الذّهنِيّةُ مفتُوحةٌ على كلّ الاتّجاهاتِ التي تعنِينا، والتي تستَوجِبُ أن نَحمِيها وتَحمِينا، وأن نشتغلَ معًا، في بَيتِنا المغربي، لكي نبقَى أقوَى وأمتَنَ مع حُلفائِنا، سياسيّا واقتصاديًّا في خارطةِ الغد..
▪︎وما يُمْكنُ استِنتاجُه: نستَطيعُ الاطمِئنانَ على مَوقِعِنا الاستراتيجي في العالَم، بفضلِ الوحدةِ الترابية، والتّلاحُمِ الوطنِي، والتّشبُّث بالاستِقرار، في بلادِنا الصامِدةِ أمامَ الأعاصِيرِ العالمية المُحتمَلة واللاّمُمكِنة..
▪︎والتّكتُّلُ المَغربي له حِزامٌ تنوُّعِيٌّ قوِيّ اسمُه "مَغارِبَةُ العالم"، وهُم مَلايِينُ في القاراتِ الخمس..
وفي هذا السياق، تَحرِصُ الحِكمةُ الملَكِيّةُ على تَقوِيّةِ هذه المَتانَة، بحُرّيةِ الفكرِ والتّعبِير والاعتِقاد والاستِثمار، وتَليِينِ قَوانِينِنا لكي تُمَكّنَ المُؤهّلاتِ المَغربٍيّةَ كيفَ تكُونُ مُثمِرَةً فعّالةً في بناءِ مَغربِ الغَد..

[email protected]

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...