قادرة على التعامل مع التهديدات الجوية على بُعد 150 كيلومترا.. المغرب ينشر منظومة "Barak MX" الدفاعية بقاعدة سيدي يحيى الغرب
كشفت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، نشر المغرب لمنظومة "Barak MX" للدفاعات الجوية بالقاعدة العسكرية في منطقة سيدي يحيى الغرب، وتُعد هذه الصور هي أول تأكيد رسمي لإدخال المغرب هذه المنظومة الدفاعية إلى حيز الخدمة بعد توقيع صفقة مع إسرائيل منذ أكثر من سنتين.
وأظهرت الصور التي نشرتها مواقع متخصصة في قضايا الدفاع، انتشار مكوّنات من هذه المنظومة المتطورة في قاعدة للدفاع الجوي قرب مدينة سيدي يحيى الغرب، شمال شرق العاصمة الرباط، مما يؤشر على أن القوات المسلحة المغربية قد أدخلت المنظومة ضمن ترسانتها العسكرية الجاهزة للتشغيل.
ولفتت المصادر ذاتها، أن المغرب كان قد أبرم في فبراير 2022 عقدا لاقتناء منظومات "باراك إم إكس" تقارب 500 مليون دولار، وهي منظومة مضادة للطائرات والصواريخ الباليستية، تضم مركز قيادة قتالي ورادارات متقدمة من طراز "Elta ELM-2084" وقواذف إطلاق قادرة على تشغيل صواريخ بمدى يصل إلى 35 و70 و150 كلم، وقد خضعت المنظومة لاختبار قتالي خلال المواجهة مع إيران في يونيو 2025.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن الكشف عن نشر هذه المنظومة يأتي في سياق تعاون دفاعي يتعزز بشكل لافت بين الرباط وتل أبيب، إذ افتتحت قبل شهر شركة "BlueBird Aero Systems" الإسرائيلية، التابعة للصناعات الجوية الإسرائيلية، موقعا للإنتاج في المغرب مخصصا لتجميع طائرات "SpyX" الانتحارية، ضمن مشروع يشمل نقل التكنولوجيا وتدريب مهندسين مغاربة على التجميع والصيانة.
وفي موازاة ذلك، أظهرت صور أقمار صناعية حديثة، حسب المصادر المتخصصة، تلقّي المغرب ما لا يقل عن 97 عربة مدرعة أمريكية من طراز "Oshkosh M-ATV"، وهو ما يعكس استمرار تعزيز القدرات البرية والجوية للمملكة، في إطار رؤية دفاعية شاملة تستند إلى تحديث العتاد وتنويع الشراكات الدولية.
جدير بالذكر أن صحيفة "لاراثون" الإسبانية، كانت قد نشرت تقريرا سابقا قالت فيه إنه في حالة تسلم المغرب النظام الدفاعي الجوي الإسرائيلي المعروف باسم "Barak MX"، يكون بذلك قد أصبح من البلدان القليلة في العالم التي تمتلك نظاما دفاعيا جويا، مزود بتكنولوجيا متقدمة.
ووفق الصحيفة الإسبانية، فإن تسليم إسرائيل هذا النظام الدفاعي الجوي المتطور إلى المغرب، يدخل في إطار صفقة تسلح تم توقيعها بين شركة IAI الإسرائيلية التي يرأسها عمير بيريتز ذو الأصول المغربية، والقوات المسلحة الملكية المغربية، وتصل قيمتها المالية إلى 500 مليون دولار أمريكي.
وكانت صحيفة "الإسبانيول" قد نشرت بدورها تقريرا مباشرة بعد إبرام المغرب وإسرائيل هذه الصفقة، أن حصول المغرب على "باراك إم إك" سيُعزز قدراته للتعامل مع التهديدات الجوية على بُعد 150 كيلومترا، حيث سيكون بمقدوره التعامل مع تهديدات المقاتلات الجوية والمسيرات عن بعد وكل التهديدات التي تأتي عبر الجو على مسافة تصل إلى 150 كيلومترا، وهي المسافة التي تُوفرها قدرات هذه المنظومة.
ويعني هذا الكلام، وفق الصحيفة الإسبانية، أن القوات المغربية ستتمكن من تعزيز قدراتها لمواجهة التهديدات الجوية، خاصة بعد تفعيل القاعدة الجوية التي تقع في منطقة سيدي يحيى الغرب على بعد 60 كيلومترا من العاصمة الرباط، وتفعيل المنظومة الدفاعية ذات الصنع الصيني "FD-2000B" التي تُعتبر من المنظومات الدفاعية التي تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة وأصبحت من ضمن الأفضل في العالم.
وكانت "الإسبانيول" قد أشارت إلى أن تفعيل المغرب للمنظومة الدفاعية الجوية الصينية يثير قلق مدريد في ظل التطور الكبير للمغرب في قدراته العسكرية، خاصة أم المنظومة الدفاعية الصينية تصل قدراتها إلى 200 كيلومترا انطلاقا من القاعدة الجوية، وهي مسافة تصل إلى جنوب إسبانيا.




