قاضي التحقيق الإسباني في ملف "بن بطوش" يسائل الجزائر عن جواز السفر المزور ويُقرّر تمديد التحقيقات 6 أشهر إضافية
لا يبدو أن ملف دخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي إلى إسبانيا بواسطة وثائق هوية مزورة العام الماضي، سيجد طريقه إلى النهاية قريبا، فرغم أن القضاء الإسباني أبعد وزيرة الخارجية السابقة، أرانتشا غونزاليس لايا، عن الملف قبل أسابيع بسبب موقعها الحكومي، إلا أنه لم يُغلق بعد ملف تزوير جواز السفر، لذلك وجه استفساراته هذه المرة إلى الجزائر باعتبارها الجهة التي يُشتبه أنها أعدت تلك الوثيقة.
وقرر قاضي التحقيق بمحكمة سرقسطة، رافاييل لاسالا تمديد التحقيقات في هذا الملف لمدة 6 أشهر أخرى، مع التركيز هذه المرة على تحديد هويات المسؤولين المتورطين في القضية في شقها المتعلق بتزوير وثائق زعيم جبهة "البوليساريو"، التي استعملها مرافقوه للتعريف به عند وصوله إلى إسبانيا على متن طائرة جزائرية، والتي مكنته من أن يحظى بمعاملة ديبلوماسية رغم أن الأمر لم يكن يتعلق بهويته الحقيقية.
وعلى الرغم من اعتراض ممثلة النيابة العامة التي قررت الحكومة أن تجعلها مساندة لوزيرة الخارجية السابقة، إلا أن القاضي لاسالا قرر أن موضوع استعمال جواز سفر مزور من طرف غالي، من أجل دخول التراب الإسباني من خلال القاعدة الجوية العسكرية في سرقسطة، تحت اسم محمد بن بطوش الذي زُعم أنه ديبلوماسي جزائري، ثم الدخول إلى مستشفى سان بيدرو في مدينة لوغرونيو باستخدام الوثيقة ذاتها، أمور تستلزم استمرار التحقيقات.
ووفق معلومات نشرتها صحيفة "لاراثون"، اعتبر لاسالا أنه بخصوص الاتهامات المتعلقة بتزوير الوثائق يمكن أن يكون هناك متدخلون مختلفون، لذلك أمر بمطالبة السلطات الحكومية الجزائرية بتحديد ما إذا كان جواز السفر الذي حمله غالي صادرا بالفعل من طرفها، وهو الأمر الذي اعترضت عليه النيابة العامة على اعتبار أنه "لا يوجد دليل يؤكد أن الوثيقة مزورة حتى تقوم الجزائر بالتحقق منها".
وأحدث هذا الأمر صداما بين قاضي التحقيق ومحامية الدولة، كما توصف في إسبانيا، حيث اعتبر أن إسقاط الدعوى عن غونزاليس لايا ومدير ديوانها يفقدهما الصفة القانونية للاستئناف ضد قرار تمديد التحقيقات، كما وبخها بالنظر لإثارتها الشكوك حول خلفيات هذا القرار، في إشارة إلى دوافعه السياسية، على اعتبار أن التحقيقات لا زالت مستمرة ولم تصل إلى أي نتائج بعد، معتبرا أن هناك جريمة كذب تحتاج إلى مزيد من التحقيقات.