للتخلص من إرث دعمها لنظام الأسد المُطاح به.. الجزائر تُعيّن سفيرا جديدا في دمشق وتعرض على الحكومة السورية المساعدة في قطاع الكهرباء

 للتخلص من إرث دعمها لنظام الأسد المُطاح به.. الجزائر تُعيّن سفيرا جديدا في دمشق وتعرض على الحكومة السورية المساعدة في قطاع الكهرباء
الصحيفة من الرباط
الأربعاء 25 يونيو 2025 - 20:51

تواصل الجزائر مساعيها للتخلص من إرث دعمها المطلق لنظام بشار الأسد المطاح به، حيث أعلنت عن تعيين عبد القادر قاسمي الحسيني سفيرا جديدا لها في دمشق، خلفا لكمال بوشامة، الذي تم نقله إلى بيروت بعد فترة وجيزة من سقوط نظام الأسد، وبعد أقل من سنة على توليه منصبه في سوريا.

وحسب تقارير إعلامية، فإن هذه الخطوة تدخل ضمن رغبة الجزائر في إيجاد موضع لها داخل سوريا و"تطبيع" العلاقات مع النظام الجديد في دمشق، تماشيا مع سعيها للنأي بنفسها عن الصورة التي رافقتها طيلة السنوات الماضية كأحد أبرز داعمي النظام السوري السابق.

وقالت مصادر إعلامية جزائرية ودولية في هذا السياق، إن مهمة السفير الجديد تتمثل في إعادة توطيد العلاقات الثنائية مع دمشق، بما يتماشى مع المستجدات السياسية التي تعرفها الساحة السورية بعد سقوط نظام الأسد وصعود حكومة انتقالية برئاسة أحمد الشرع.

وتزامن التعيين مع تحركات سياسية جزائرية مكثفة، بدأت منذ منتصف فبراير، عندما قام وزير الخارجية أحمد عطاف بزيارة إلى دمشق، التقى خلالها بالرئيس السوري الجديد، حيث عرض دعم الجزائر السياسي الكامل لسوريا في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة، وهو التحرك الذي اعتُبر بمثابة محاولة جزائرية سريعة لترميم صورتها أمام الحكومة السورية الجديدة.

وكان المحلل السياسي المغربي بلال التليدي، قد صرح في هذا السياق خلال تصريح سابق لـ"الصحيفة"  بأن زيارة عطاف إلى دمشق تهدف إلى "محو عار" الموقف الجزائري من الثورة السورية، والخروج من مأزق مخالفة التوجه العربي العام.

وأوضح التليدي أن الجزائر كانت من أكثر الدول دفاعا عن الأسد، وسعت إلى فرض عودته إلى الجامعة العربية دون شروط، لكنها اصطدمت برفض أو تحفظ عدة دول عربية، ما جعلها تبدو في حالة شبه عزلة دبلوماسية.

وأضاف أن الجزائر، من خلال هذه التحركات، تسعى أيضا إلى التأثير على موقف النظام السوري الجديد بشأن قضية الصحراء المغربية، في محاولة لمنع دمشق من تبني موقف داعم لمغربية الصحراء، لكن من غير المرجح أن تنجح في ذلك، نظرا للتغيرات الإقليمية وارتباط سوريا المتزايد بتركيا، التي ترفض الانفصال وتدعم سيادة المغرب.

هذا وبالتوازي مع هذه التحركات، عرضت الجزائر تقديم المساعدة لسوريا في قطاع الكهربا، تمثلت في إرسال فريق تقني من شركة "سونلغاز" الحكومية إلى دمشق، للمساهمة في إعادة تأهيل شبكة الكهرباء السورية المتضررة جراء الحرب.

وجاءت هذه الخطورة الجزائرية، التي تدخل أيضا في إطار بدء صفحة جديدة مع دمشق، عقب لقاء جمع وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب بنظيره السوري محمد البشير، حيث ناقش الجانبان سبل التعاون في قطاع الطاقة، مع التركيز على إصلاح البنية التحتية الحيوية للكهرباء.

وتسعى الجزائر من خلال هذه المساعدات للتقارب مع النظام السوري الجديد، من أجل تجاوز العزلة الإقليمية التي وجدَت نفسها فيها بعد سقوط الأسد، بسبب انحيازها المطلق للنظام السابق، في وقت كانت معظم الدول العربية تتبنى مواقف أكثر توازنا أو مشروطة.

وكانت تقارير دولية قد أشارت إلى أن دعم الجزائري للنظام السوري، لم يكن مقتصرا على الدعم السياسي، بل كان أيضا دعما عسكريا، حيث تم اعتقال عدد من الجنود الجزائريين كانوا يقاتلون في صفوف نظام بشار الأسد، ومن بينهم عدد كبير من مليشيات البوليساريو، الجبهة الانفصالية التي تُنازع المغرب على إقليم الصحراء ويوجد مقرها في تندوف في الجزائر.

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...