مأساة أحد "أطفال القمر" بنواحي شفشاون.. الأطباء تجاهلوا مرضه وأسرته لم تفهم حالته وتعرضه للشمس حول حياته إلى جحيم

 مأساة أحد "أطفال القمر" بنواحي شفشاون.. الأطباء تجاهلوا مرضه وأسرته لم تفهم حالته وتعرضه للشمس حول حياته إلى جحيم
الصحيفة من شفشاون
الخميس 2 يونيو 2022 - 16:59

وضعية مأساوية وصادمة تلك التي يعيشها الطفل ربيع العيساوي، البالغ من العمر 8 سنوات، والذي يعاني من مرض جلدي نادر يسمى جفاف الجلد المصطبغ، ويُعرف المصابون به باسم "أطفال القمر"، ذلك أنه من المفروض ألا يروا الشمس مطلقا وأن يقتصر خروجهم على فترة المساء، حتى لا يتحول مرضهم إلى أورام جلدية قد تؤدي بهم إلى الوفاة، غير أن الفتى الذي ينتمي لعائلة معوزة لم يرَ الطبيب أساسا منذ 4 سنوات ويتنقل تحت أشعة الشمس دون وعي بخطورة مرضه.

وتحولت حياة الطفل، القاطن بجماعة بني رزين التابعة لإقليم شفشاون، إلى جحيم جراء هذا الوضع، حيث أضحى يعاني من تقرحات جلدية انتشرت بشكل كبير في مختلف أنحاء جسده، خاصة الوجه واليدين، والمشكلة هي أن أسرته لم تكن لديها فكرة عن طبيعة المرض ولم تكن تدري أن خروجه من المنزل نهارا يعني أنه يتجه بخطوات بطيئة إلى المأساة، والأدهى من ذلك هو أن الأطباء لم يقدموا لوالديه أو نصيحة أو مساعدة رغم أن المرض معروف رغم ندرة الإصابة به.

وقالت مصادر حقوقية لـ"الصحيفة" إن أسرة الطفل انتبهت لحالته مبكرا، لكنها تعاني من وضع مادي صعب، لذلك انتقلت به إلى المركز الصحي بالمنطقة لعلها تجد حلا، إلا أن الأطباء لم يعطوا أفرادها التشخيص الصحيح وقانوا يخبرونه بأنه ليس بأيديهم فعل أي شيء، والمثير للصدمة أكثر هو أنهم لم يكلفوا أنفسهم فهم الحالة بشكل سليم حتى يستطيعوا إرشاد الأبوين إلى القاعدة الرئيسية في هذه الحالة، وهي ألا يرى الطفل الشمس.

وأوضحت المصادر نفسها أن حالة الطفل ازدادت تدهورا يوما بعد يوم، ما دفع بعض السكان إلى التواصل مع فاعلة تنتمي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والتي اتصلت بمسؤولي المندوبية الجهوية للصحة، وقبل يومين جرى نقله ليلا إلى مستشفى شفشاون للوقوف على حالته لكن ذلك لا يعني أن المشكلة وجدت طريقها للنهاية، إذ اتضح أنه يحتاج، إلى جانب العلاج، لملابس خاصة تتضمن قناعا واقيا ليتمكن من التحرك أحيانا تحت الشمس، وهي أمور مكلفة تحز الأسرة عن توفيرها.

وجفاف الجلد المصطبغ أو مرض أطفال القمر، ليس مرضا حديثا، إذ جرى اكتشافه لأول مرة في سبعينيات القرن 19، وهو عبارة عن حروق تصيب الجلد نتيجة تعرض المصابين لأشعة الشمس، بسبب فقدان "الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسيجين" وهو المسؤول عن معالجة تأثيرات اختراق الأشعة فوق البنفسجية للجلس، وفي حالة عدم الوقاية من تلك الأشعة يتحول الأمر إلى سرطان، ويصيب المرض شخصا واحدا من كل ربع مليون نسمة عبر العالم، وتسجل دول شمال إفريقيا أعلى نسب الإصابة به.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...