مؤسسة تفكير أمريكية: كشف علاقة البوليساريو بإيران يُفسر تهديدات طهران السابقة بإغلاق مضيق جبل طارق وتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية بات ضروريا
كشفت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "FDD"، وهي مؤسسة تفكير أمريكية مقرها واشنطن، في تقرير حديث، أن العلاقة بين إيران وجبهة البوليساريو باتت أكثر وضوحا في الفترة الأخيرة، ما يفسر تهديدات طهران السابقة بإغلاق مضيق جبل طارق، رغم عدم امتلاكها أو امتلاك وكلائها وجودا عسكريا في المنطقة يُمكن من تنفيذ مثل هذا التهديد، حسب ما كان يبدو أنذاك.
وذكرت المؤسسة الأمريكية في تقريرها المنشور أمس الخميس، أن ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" من تفاصيل جديدة تشير إلى أن إيران "قامت بتدريب مقاتلين من جبهة البوليساريو التي تتخذ من الجزائر مقرا لها، وذلك عبر حزب الله اللبناني"، واعتقال المئات من هؤلاء مقاتلي البوليساريو في سوريا، تُقدم الصورة الكاملة بشأن لماذا أطلقت إيران تهديداتها السابقة بإغلاق مضيق جبل طارق.
وأضافت المؤسسة الأمريكية في هذا السياق، أن وجود مقاتلي البوليساريو في سوريا يشير إلى أن الجبهة باتت تعمل كوكيل إيراني، يخدم مصالح طهران الإقليمية، لافتة إلى أن حزب الله، وكيل إيران الأبرز في المنطقة، هو من كان يتولى مهمة تدريب الميليشيات التابعة لها.
وأشار التقرير إلى الاتهامات التي كان المغرب قد سبق أن وجهها إلى إيران بدعم البوليساريو عبر حزب الله، حيث كان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قد صرح في 2018، بأن حزب الله المدعوم من إيران أرسل صواريخ أرض – جو من نوع SAM9 وSAM11 وStrela إلى البوليساريو، بمساعدة من السفارة الإيرانية في الجزائر، مما دفع الرباط أنذاك إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
وأضاف التقرير في سياق استعراض الدلائل التي تثبت وجود روابط بين البوليساريو وإيران، أن ممثلا عن جبهة االانفصالية، صرّح في سنة 2022 بأن إيران ستزودهم بطائرات مسيّرة عن بعد، وبعد أسابيع، قدّمت البعثة المغربية لدى الأمم المتحدة أدلة مصورة تؤكد حصول البوليساريو على أسلحة متطورة، بينها طائرات مسيّرة إيرانية.
وتطرقت المؤسسة في تقريرها إلى الدعم الكبير الذي تتلقاه الجبهة من الجزائر، التي تموّل البوليساريو وتسلّحها وتمنح أعضائها جوازات سفر، فضلا عن استضافة قيادتها في مخيمات تندوف قرب الحدود المغربية، معتبرة أن الجزائر تستخدم الجبهة للضغط على المغرب.
كما لفت التقرير إلى هجوم شنّته جبهة البوليساريو في نونببر 2024 على مهرجان إحياء ذكرى "المسيرة الخضراء" المغربية، حيث سقطت صواريخ قرب الحدود الجزائرية، وقالت وسائل إعلام مغربية إن الهجوم تم من داخل الأراضي الجزائرية.
وأبرزت المؤسسة أن جبهة البوليساريو على صلة بجماعات جهادية متطرفة، مشيرة إلى أن عدنان أبو الوليد الصحراوي، القائد السابق لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الساحل، شغل سابقا منصبا رفيعا في الجبهة قبل مقتله على يد القوات الفرنسية في مالي سنة 2021.
وأشار التقرير إلى أن مخيمات تندوف باتت تشكل أرضا خصبة للتطرف، ومركزا لتجنيد الجهاديين لصالح القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في المغرب العربي، ما يشكل تهديدا مباشرا للاستقرار الإقليمي والمصالح الأمريكية في إفريقيا.
وشددت المؤسسة في تقريرها على دعوة الإدارة الأمريكية إلى الإسراع في فتح القنصلية الأمريكية في مدينة الداخلة، دعمً للسيادة المغربية، إلى جانب النظر في تصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية أجنبية بسبب ارتباطها بإيران وجماعات جهادية، واستهدافها للمدنيين وقوات الأمن المغربية، الحليف الرئيسي لواشنطن في المنطقة.




