مدير مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب غائب عن الأنظار منذ أكثر من سنة.. هل أدت الحرب على غزة وقضية الصحراء إلى "جمود دبلوماسي"؟

 مدير مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب غائب عن الأنظار منذ أكثر من سنة.. هل أدت الحرب على غزة وقضية الصحراء إلى "جمود دبلوماسي"؟
الصحيفة من الرباط
الثلاثاء 1 يوليوز 2025 - 23:33

منذ تعيينه رسميًا في يناير 2021، والتحاقه بمكتبه في تل أبيب في فبراير من السنة نفسها، يقود عبد الرحيم بيوض مكتب الاتصال المغربي في إسرائيل، لكن مع ظهور رسمي يخفت بشكل متواصل، فباستثناء ظهوره المحدود في بعض المحافل، لم يسجل المكتب أي حركية واضحة منذ مدة تجاوزت السنة، على عكس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط.

بالرجوع إلى حساب مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب على موقع "إكس" مثلا، يُظهر أنه متوقف عمليا عن أي تحديث منذ نحو عام، والبحث عن اسمه عبر العديد من وسائل الإعلام العبرية يُظهر أنه كان في البداية نادرا، ثم دخل في شبه انقطاع منذ سنة 2023.

ويثير هذا "الأفول" الدبلوماسي المغربي داخل تل أبيب الكثير من علامات الاستفهام، خصوصا وأنه يأتي في سياق متسم بكثرة أسباب التباعد، فمن جهة، سبق للمملكة أن أدانت بشكل رسمي استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والاعتداءات المتواصلة على الفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس، ومن ناحية أخرى، وعلى الصعيد الثنائي، لا زال الموقف الرسمي الإسرائيلي من قضية الصحراء مكتنفا بالغموض.

المغرب، وعلى أعلى مستوى، عبّر عن رفضه للحرب الإسرائيلية على غزة، حيث وضع الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، في خطاب العرش للسنة الماضية، محددات واضحة لموقف المملكة من الوضع في الشرق الأوسط، مؤكدا إدانة الرباط لاستهداف المدنيين والمستشفيات والمدارس، كما اعتبر أن تلك الأفعال "جرائم غير مقبولة أخلاقيًا وإنسانيًا" وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد والعادل لإنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

موقفٌ أعاد تأكيده وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الذي شدّد في أكثر من مناسبة على رفض المغرب المطلق لاستهداف المدنيين والبنية التحتية الإنسانية في غزة، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.

في ضوء هذا الموقف، تبرز عدد من التساؤلات، بخصوص المغزى من هذا "الصمت" الدبلوماسي المغربي في تل أبيب توجها، فالداخل الإسرائيلي، وخصوصا ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يضم أحزابا من اليمين المتطرف، لا يبدي أي إصرار على إنهاء العمليات القتالية بعد نحو 21 شهرا من انطلاقها، متسببا في مقتل وإصابة مئات الآلاف من الفلسطيينيين.

مبعث التساؤل لا يرتبط ربما فقط بالحرب على غزة، بل أيضا بسلسلة من المؤشرات التي خيمت فوق سماء العلاقات الثنائية بين الرباط وتل أبيب، وإن كانت غير معلنة، ففي أكثر من مناسبة، عُرضت داخل إسرائيل خريطة المغرب مبتورة من أقاليمه الجنوبية، وهو أمر كرره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بداية بعرضه خريطة العالم العربي تُظهر المغرب مبتورا من صحرائه، وآخرها السنة الماضية حين إجرائه لقاءً تلفزوينيا مع القناتين العموميتين الفرنستين TF1 وLCI، وخلفه خريطة المملكة تتضمن عبارة "الصحراء الغربية "، ما أثار استياء واسعا لدى الرأي العام المغربي، بل وأحرج أصواتا داخل المغرب كانت تُراهن على موقف واضح لتل أبيب من مغربية الصحراء .

ورغم أن الحكومة الإسرائيلية، في تصريحات وتصحيحات لاحقة، عبر مكتب رئيس وزرائها، أكدت اعترافها الكامل بسيادة المغرب على الصحراء، إلا أن تلك الخرائط لم تُمحَ من الذاكرة السياسية "القريبة " للمغاربة، ورغم الصمت الرسمي الرباط، فإن ابتعاد مدير مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب عن دائرة الضوء، قد يكون تعبيرا دبلوماسيا عن موقف المملكة.

"التريث الدبلوماسي" المغربي، يأتي في الوقت الذي تبدي فيه إسرائيل حماسًا متزايدا لتعزيز حضورها في المغرب عبر لقاءات متواترة وشراكات متعددة الأبعاد بعد تطبيع العلاقات بشكل رسمي، حيث يبدو أن الرباط فضّلت اتباع نهج أكثر تحفظًا، قائم على الصمت المدروس، أمام الحرب المستعرة في غزة وما رافقها من تحولات جيوسياسية ومواقف دولية متباينة، والتطورات الأخيرة بالشرق الأوسط، وخصوصا العمليات العسكرية الإسرائيلية الايرانية، التي أفرزت واقعا جديدا في المنطقة.

فإذا كان عبد الرحيم بيوض قد استُقبل بـ"حفاوة" عند قدومه إلى تل أبيب، لدرجة الإسراع إلى منحه جائزة "دبلوماسي السنة" من طرف نادي "سفراء إسرائيل" سنة 2022، فهو حاليا غائب عن أي مشهد رسمي هناك، مع العلم أن ما كان مخططا له في البداية هو أن مهامه ليست سوى تمهيد لتبادل السفراء بين المملكة وإسرائيل في المستقبل.

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...