مركب "محمد السادس" الجديد بسلا.. امتيازات عدة لتطوير كرة القدم المغربية

 مركب "محمد السادس" الجديد بسلا.. امتيازات عدة لتطوير كرة القدم المغربية
الصحيفة - عمر الشرايبي
الثلاثاء 10 دجنبر 2019 - 18:00

 أضحى المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، بمدينة سلا، يحمل إسم "مركب محمد السادس لكرة القدم"، بعد تدشينه الرسمي، عشية أمس، في إطار البنية الرياضية المندمجة الموجهة للتميز وتطوير ممارسة كروية من مستوى عال، والتي أنجزتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث كلف إنجاز المشروع أزيد من 630 مليون درهما.

هذا الصرح الرياضي، الذي تم تشييده على قطعة أرضية تبلغ مساحتها 29,3 هكتارا، سيكون مخصصا، بالأساس إلى استضافة تحضيرات المنتخبات الوطنية، والمنتخبات الوطنية الأجنبية الراغبة في إجراء معسكراتها الإعدادية بالمغرب، نظرا لما يتوفر عليه من تجهيزات، تضعه ضمن مصاف أفضل المراكز الكروية في العالم.

هذا، ويتطلع القائمون على القطاع الكروي المغربي، أن يكون المركز "الجديد" دعامة قوية من أجل الرقي بالمنتوج المحلي، تمشايا مع السياسة المعتمدة ضمن البرنامج الوطني لتحديث البنيات التحتية لكرة القدم الوطنية، في شقين المتعلقين بـ"تعزيز التكوين" و"تطوير ممارسة كرة القدم"

مسايرة توجه الاتحاد الدولي "فيفا".. بناء الثقة

بالرغم من فشل المغرب في تجاربه المتكررة للظفر بشرف احتضان نهائايت كأس العالم، إلا أن القائمين على الشأن الكروي، وخاصة الجامعة الملكية المغربية لكرة الدقم، تواصل أوراشها الكبرى التي تهم تطوير البنية التحتية الكروية، في سيرورة تعزيز الثقة مع مؤسسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الأخيرة التي تبدي أهمية كبيرة برقي المنتوج الكروي القاري، الذي ينطلق عبر تشييد فضاءات، من طينة "مركب محمد السادس لكرة القدم"

قبل أزيد من أسبوع، فوزي لقجع، رئيس الـ FRMF، أكد على انخراط المغرب في مسلسل الإصلاحات العميقة التي ستهم الكرة في القارة السمراء، والتي أعلن عنها السويسري جياني انفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي، وتهدف إلى تطوير البنى التحتية، من خلال رصد غلاف مالي يقدر بمليار دولار.

علاقة الثقة بين جامعة لقجع والاتحاد الدولي للعبة، من خلال مضي المغرب إلى الأمام في أوراشه الخاصة بتطوير كرة القدم، من شأنه أن يقوي حضور الكرة المغربية، ليس قاريا وفقط، وإنما حتى على الصعيد الدولي، كما سيسمح بأخد الريادة على مستوى البنى التحتية وقاعدة الممارسة الكروية، في أفق تشكيل منتخبات وطنية قوية، قادرة على المنافسة في مستويات متقدمة لكؤوس العالم "فيفا".

خطوة أولى نحو تطوير قاعدة "التكوين"..

وإن كان مركب "محمد السادس لكرة القدم" يحتوي على بنيات تحتية من الجيل الجديد وتجهيزات حديثة ومتطورة، تستجيب لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تضعه في مصاف أهم المركبات الرياضية بالعالم، فإن هذه الأخيرة لا تستهدف المنتخبات الوطنية (أعلى الهرم)، فحسب، وإنما ستساعد على توفير مناخ سليم لتكوين الجيل الناشئ، كما هو معمول به منذ سنوات في فرنسا، بمركز"كليرفونتين"، على سبيل الذكر ليس الحصر.

تدشين المركز الوطني الجديد، من شأنه أن يبعث روحا جديدة لباقي الأندية المغربية، في إطار اهتمامها بتوفير بنية ملائمة للتكوين، حيث من المنتظر أن يليه تدشين أكاديمية نادي الرجاء الرياضي، ضواحي مدينة الدار البيضاء، التي أضحت جاهزة، بعد أن شيدت على الأرض الهبة الملكية، تتويجا لوصول الفريق "الأخضر" إلى نهائي كأس العالم للأندية سنة 2013، في انتظار أن يعلن كل أندية المغرب التطواني الوداد الرياضي ونهضة بركان، على انطلاق العمل في مراكزهم الخاصة، والتي تدخل في إطار تنفيذ البرنامج الوطني لتحديث البنيات التحتية لكرة القدم الوطنية،  في شقه المتعلق بـ"تعزيز التكوين"

لبنة تحقيق عقدة الأهداف المسطرة ..

على المدى القريب والمتوسط، يبقى الرهان أمام الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هو تقوية المنتخب الوطني الأول، من أجل تجاوز انتكاسات الماضي، لاسيما وأن الميزانية الأكبر تخصص له من أجل توفير سبل النجاح، مقابل الوصول إلى النتائج المرجوة.

في هذا السياق، ارتبطت الجامعة بالمدرب البوسني وحيد خليلهودزيتش، بناء على عقدة أهداف واضحة، تتجلى في بلوغ "الأسود" لدور نصف نهائي "كان2021" في الكاميرون، التأهل إلى نهائيات كأس العالم "قطر2022" والتتويج بلقب "كان2023"، على الأقل.

ومنه، فإنه بتشييد مركب "محمد السادس"، قد تكون جامعة الكرة قد وفرت أمام خليلهودزيتش، كل السبل المطلوبة من أجل تحضير جيد لبلوغ الأهداف المسطرة، كما سيكون الناخب الوطني، أمام صرح رياضي قل نظيره في العالم، بشهادته الشخصية، عند حضوره إلى حفل التدشين الرسمي.

بالإضافة إلى الشق التقني، فإن المنتخب الوطني سيكون، أخيرا، أمام مركز خاص به للمعسكرات المحلية، ينقص على خزينة الجامعة جزءا مهما من أعباء ومصاريف الفنادق، من جهة، كما يوفر للاعبين ظروفا أكثر أريحية في مناخ احترافي جيد، كما هو معمول به لدى أقوى المنتخبات العالمية، يسمح لهم بالتركيز على الإنجاز الرياضي داخل أرضية الميدان.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...