"ميدي 1تي في" تستضيف هنري ليفي.. المرشح لرئاسة إسرائيل الذي طرده التونسيون

 "ميدي 1تي في" تستضيف هنري ليفي.. المرشح لرئاسة إسرائيل الذي طرده التونسيون
الصحيفة
السبت 20 يونيو 2020 - 19:40

لم تجد إدارة شبكة "ميدي 1 تي في" من طريقة أخرى لإماطة الأنظار عن مشاكلها الداخلية المتراكمة المالية منها والبشرية، إلا باستضافة المفكر الفرنسي الحامل للجنسية الإسرائيلية، برنار هينري ليفي، الرجل الذي يوصف بأنه "مهندس الفوضى" في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأحد أكبر داعمي الصهيونية المعاصرين.

وأعلنت الشبكة أنها ستستضيف ليفي مساء اليوم السبت على قناتها المغاربية انطلاقا من الساعة التاسعة والنصف مساء، وهو الإعلان الذي نجح بالفعل في إثارة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي كانت الأنظار متجهة فيه إلى صراع المدير العام حسن خيار مع المئات من الصحافيين والمستخدمين نتيجة قراره إقفال مكتب القناة بالرباط وإغلاق المقر التاريخي للإذاعة في ذكراها الأربعين.

ولا تخلو فكرة استضافة هنري ليفي من غرابة، فالمفكر والصحافي المزداد سنة 1948 بشمال الجزائر لأبوين يهوديين تمتد أصولهما لطائفة "السفارديم" المطرودة من الأندلس، معروف بمواقفه المثيرة للجدل، التي تدعم بشكل صريح الصهيونية وتمجد الجيش الإسرائيلي حتى في أبشع جرائمه ضد الإنسانية، وله تصريح شهير يصف فيه هذا الجيش بأنه "أكثر جيش في العالم أخلاقا وديمقراطية"، وذلك إبان عدوانه على قطاع غزة سنة 2010.

بل أكثر من ذلك، كان ليفي مرشحا ليصبح رئيسا لإسرائيل سنة 2011، وهو المساند الشرس لفكرة توسعها على كامل تراب فلسطين التاريخية، والداعم لعمليات تهويد القدس وتوحيدها تحت السلطة الإسرائيلية لتكون عاصمة للدولة اليهودية، بالإضافة إلى عدم اعترافه باحتلال أراضي الضفة الغربية والجولان، هذه الأخير التي سبق أن اعتبر أنها "أرض مقدسة".

وهنري ليفي، الذي سبق أن كان مستشارا للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، له يد في المسار الذي اتخذته مجموعة من الثورات في العالم العربي عن طريق تأثيره في قرارات دول كبرى للتدخل سياسيا وعسكريا أو الامتناع عن ذلك، ومن أبرز التحركات التي ساهم فيها بشكل مباشر ومُعلن إقناع ساركوزي بالتدخل عسكريا في ليبيا سنة 2011.

هذه السمعة السيئة التي رافقت اسم ليفي في علاقته بالثورات العربية، جعلته شخصا غير مرحب به في العديد من الدول، وعلى رأسها تونس التي زارها في نونبر من سنة 2014 أثناء الإعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية، لكنه ووجه باحتجاجات عارمة اضطرت الشرطة التونسية إلى منعه من دخول البلاد وترحيله، فيما أصدر الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بيانا رسميا ينفي فيه توجيه أي دعوة له.

وأصبح اسم هنري ليفي غير محبب حتى لدى قطاع واسع من الفرنسيين، وذلك بعد موقفه السلبي من الاحتجاجات التي انطلقت في ماي من سنة 2018 والتي قادتها حركة "السترات الصفراء"، حيث خاض حربا إعلامية ضد هذه الأخيرة لدرجة أنه وصف أعضاءها بأنهم "فاشيون" ويشبهون أعضاء حركة "القمصان السوداء" في إيطاليا، وذلك إثر أعمال التخريب التي رافقت الاحتجاجات.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...