مَسارات الهجرة تكشف أن جُل المهاجرين الذين يتدفقون على محيط مليلية يدخلون عبر الجزائر
كشفت خريطة مسارات الهجرة التي انجزتها العديد من المنظمات الدولية المتخصصة في الهجرة غير النظامية عبر العالم، أن جل المهاجرين السريين الأفارقة الذين يتدفقون على شمال المغرب، وبالخصوص الذين يقصدون الشمال الشرقي للمملكة المغربية بهدف التسلل إلى حدود مليلية المحتلة، يدخلون البلاد عبر الحدود الجزائرية.
ووفق معطيات نشرتها العديد من المنظمات وعلى رأسها المنظمة الدولية للهجرة، فإن أغلب المهاجرين غير النظاميين الذين يقدمون من دول جنوب صحراء إفريقيا، تُعتبر الجزائر معبر رئيسي لهم، حيث يكون عليهم الاختيار بين 3 مسارات عبر التراب الجزائري، المسار الأول يعبر الجزائر نحو ليبيا، والمسار الثاني يعبر الجزائر نحو تونس، بهدف الهجرة إلى إيطاليا، والمسار الثالث يعبر الجزائر نحو المغرب بهدف الهجرة إلى إسبانيا.
وتُظهر خريطة مسارات الهجرة العالمية، أن المسار الثالث الذي يختاره المهاجرون غير النظاميين، يدفعهم إلى قطع مسافات طويلة داخل التراب الجزائري وصولا إلى غرب البلاد حيث يعملون هناك على التسلل إلى الأراضي المغربية من الجهة الشرقية تحت إشراف مافيات تهريب البشر.
ويُعتبر جل المهاجرين غير النظاميين المنتمين إلى دول جنوب صحراء إفريقيا ممن يتدفقون على مناطق المغرب الشرقي، كوجدة والناظور بهدف التسلل إلى مليلية أو إكمال الطريق نحو ضواحي سبتة المحتلة، قد قدموا عبر التراب الجزائري.
ويبدو أن المغرب أدرك أن الحدود الشرقية مع الجزائر، توجد بها العديد من المنافذ المخترقة من طرف مافيات الهجرة السرية، وهو ما دفعه في يناير الماضي إلى إحداث منطقة عسكرية في منطقة برشيد، وهي المنطقة العسكرية الثالثة للممكلة المغربية.
وقد تم تعيين الجنرال محمد مقداد على رأس هذه المنطقة بتعليمات من الملك محمد السادس، وقد كشفت مجلة القوات المسلحة الملكية أنذاك، أن إحداث هذه المنطقة العسكرية، يأتي بهدف التعامل مع العديد من المخاطر والتهديدات الأمنية، من بينها قضايا مرتبطة بالهجرة والاتجار في المخدرات.
كما يشير هذا التحرك المغربي، إلى احتمالية وجود تهاون من طرف السلطات الحدودية الجزائرية في التصدي لتدفقات المهاجرين غير النظاميين على الحدود المغربية، حيث لا تتحدث الجزائر عن إيقاف مهاجرين في هذه المناطق الحدودية، بقدر ما تتحدث عن التصدي لتهريب المخدرات من الأراضي المغربية إلى حدودها.
هذا وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قد دعا في الأيام الأخيرة إلى ضرورة دعم المغرب في مجال التصدي للهجرة غير النظامية، معتبرا أن المملكة المغربية بدورها تعاني من تدفقات المهاجرين الذين يأتون عبر العديد من الدول، داعيا إلى معالجة هذه المشكلة من المصدر.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :