مِهَنُ المُستَقبَل!
■ بلادُنا تتًأهّبُ هي الأخرى، لتَأهِيلِ شَبابِنا لمِهَنٍ جديدة، بَدِيلةٍ للمِهَنِ التّقليديّة..
مِهَنٌ يدَويّةٌ وعَضَلِيّةٌ تتَقادَمُ الواحِدةُ تِلوَ الأُخرَى، وتقُومُ مَقامَها مِهنٌ آليّةٌ ذَكيّةٌ سَرِيعةُ الإنجَاز..
سِباقُنا الوطنيّ حاضِرٌ في الكوكبةِ العالَمِيّة بإعدادِ بِنيةٍ تَحتِيّةٍ هي مَدارسُ تأطِيريةٌ تكوِينيّةٌ لأجيَالٍ شَبَابيّةٍ منَ المُؤهّلين، إناثًا وذُكُورًا، في مُختَلِفِ المِهَنِ العَصريّة..
مَدارِسُ عُليَا تشتَغلُ في التّأطِير، وأخرَى تَدخُلُ في مَرحَلةِ الإعداد، لمُواجَهةِ احتيّاجاتِ البلادِ إلى المِهنِ الجديدةِ المُتطوّرة، ومعَها استِثماراتٌ كبيرةٌ في مَجالاتٍ حديثةٍ مِنها تكنُولوجيا الفضاء، والنّقلِ البرّي والجوّي، ومُستشفياتٌ مُتطوّرة، وغيرُها، لمُواجَهة الخَصاصِ في قِطاعاتٍ مُستقبَليّة..
لقد اقتَحَمَت بِلادُنا المُستَقبلَ التّكنولوجيّ المُعاصِر،
وأصبَحَت بفضلِ حُكمائِنا، عُضْوًا فاعِلاً في نادِي قيادةِ الحَضارةِ العالميّةِ الناشِئة..
هذا مَجالٌ مُتحَرّكٌ يَجمعُ بينَ التّكوِين والتدريبِ والانطِلاقِ في العمَل بشرِكاتٍ عِملاقةٍ هي اليومَ تشتَغِل، وفيها أُطُرٌ شبابيةٌ جاهِزةٌ للإنتاجِ في مِهَنٍ مُتطوّرة، وشراكاتٍ مع دُولٍ صديقة..
إنها مَرحلةٌ مُتَقدّمة في الإنتاج قد أصبحت جاهزةً لمَزيدٍ من العطاءِ الوَطني..
وهذه المرحلةُ المتقَدّمة تَطرحُ على بلادِنا مَسؤوليةَ ما يتَوَجّبُ عَملُهُ لمُواجَهةِ الخَصاصِ البَشرِي المُؤهَّل في مجالاتٍ أصبحت بحاجةٍ إلى مزيدٍ من المهارات التّقنيّة، وإلى ما يجبُ عَملُه لمواجهةِ مُتطلّبات التّصديرِ الإنتاجي إلى الخارِج..
إنّ بِلادَنا لم يعُد من حقّها أن تقِفَ عِندَ مَحطّتِها التّكوينيّة والإنتاجية الحالية، وخاصةً في مجالاتٍ حيَويّة عالمية، كالصحّة والنّقلِ بالطاقةِ البدِيلة..
وعلينا بالمزيد من الإنتاجِ والتّطوير..
يجبُ أن نتقدّم، حتى لا نتأخّر، وخاصةً في الصّحّة والنقل..
وهذا يعنِي الإسراعَ أيضًا في التّشغِيل..
وهذا يتطلبُ تأهيلَ التعليمِ المِهني، لكي يلتحقُ التكوينُ المهَنِي، بتأهيلِ مِهَنٍ جديدة متطورة..
وما تم تَحقيقُه في السيارة الكهربائية يُشجّعُ على مواصلةِ مِشوارِ الإنتاج والتصدير، دُون إغفالِ ورشةِ إلحاقِ التكوينِ المِهنيّ التقليدي بالتكوين المِهني المُتطوّر..
ولا ننسَى أيضًا أن الحاجةَ ماسّة، في بلادِنا، إلى يدٍ عاملةٍ في مِهَنٍ حَدِيثة..
وهذا يَعنِي أيضًا استِيرادَ كفاءاتٍ في تكنولوجيا النقلِ والصحّة، ومعَهُما مُنتَجاتُنا الغازيةٌ والمَعدِنيّة والفوسفاطية وغيرُها…
إنّ المغربَ يتَطوّر.. وهذا يَستَوجبُ تطويرَ التّشغِيل، بما يتطلبُ من تأهيلٍ مِهنِي، ومِن تشريعٍ يُواكبُ احتيّاجاتِ بلادِنا إلى كفاءات إفريقية ومن قاراتٍ أخرى..
والتّطوّرُ التكنولوجي الذي حقّقتهُ بلادُنا، وهي مؤهّلةٌ للمَزِيد، بحاجةٍ إلى مهاراتٍ مغربيةٍ في القاراتِ الخمس..
مَغاربةُ العالم يُحسَبُون بالملايين، وفيهِم كفاءاتٌ رفيعةٌ يُمكن الاستِفادةُ من خِبرَاتِ كثيرٍ مِنهُم..
■ المُستَقبلُ يُداهِمُنا۔۔
ضرُورةُ العَمل بسُرعة لمُواجهة شبحِ "بِطالةِ المُستقبل"۔۔ وهذا يَستَوجِبُ مهاراتٍ عِلميّة وتكنُولوجيّة۔۔ فما مَوقعُ مَلايِينِ الأُميّينَ والعاطلينَ عِندَنا؟
العلومُ تتَطوّرُ بسُرعة..
والمِهَنُ التَقليديةُ ستَختَفِي..
والحاسُوب اليَدوِي سوفَ يقُوم بمهامَّ كثيرة: التّوجِيه، الصّيانَة، تشغيل الآليات۔۔
وسيَتحَوّلُ المَنزل نفسُه الی رُوبُوت كبير، كُلُّه ذكاءٌ اصطناعي۔۔۔
عالَمٌ جديد بانتظارنا۔۔ ويجب العمل بسُرعة۔۔ ونحن امامَنا عَرقلة: مٶسساتٌ غيرُ جاهِزةٍ للتّفاعُل مع مُستقبلٍ تِكنُولوجي۔۔
▪︎الحديثُ عن وظاٸفِ المُستقبل يُهمِلُ العُمّالَ البُسطاء، بدُون تخصُّص..
الحاجَةُ للتّكوين المِهني، بصيغةٍ جديدة..
إعادةُ تأهيلِ التعليم، ونحنُ في مرحلةٍ انتِقالية بين مِهنٍ تقليدية وأخرى مُستقبَليّة..
وفي المغرب مشاريعُ تكوينيّة في تخصصاتٍ تكنولوجيةٍ لأجيالِ الوظاٸفِ المُقبِلة۔۔
▪︎أين التعليمُ المُتخصّص لتَعويضِ المِهَنِ البسيطةِ التي تَنقرِض؟
▪︎إعادةُ النّظر في المَنهجية التعليمية، لمُواكَبةِ التّطوُّراتِ التّكنولوجيةِ للمَغرب الجديد..
■ مِهَنٌ أخرُى قد تكُونُ مُمكِنَة..
مِهَنُ تَدخُلُ في أحياٸنا۔۔ وقد تَسكُنُ مَعَنا۔۔
أجَلْ! رُبّما يَسكُنُ في مَنزلِنا، وإلی جانبِنا، "قَطِيعٌ" منَ الرُّوبُوتاتِ التي تقُومُ علی خِدمَةِ البَيت۔۔
رُوبُوتاتٌ فيها الساٸقُ والطّيّارُ والمَلاّحُ والطبّاخُ والبُستانيُّ والمُنَظِّفُ والمُوسِيقِيُّ والإعلامِيُّ والطبِيب۔۔۔ ومَعهُم آلياتٌ تَشتَرِي وتُٶدّي مُستَلزَماتِ البَيت۔۔۔
▪︎نحنُ والرُّوبُوتاتُ الذكيّةُ في مَنزلٍ واحِد۔۔
نَغدُو ونَرُوحُ كالجِيرَان۔۔ وقد يكُونُ لكُلّ رُوبُوتٍ "جوازُ سَفَر".. أليس هذا مُمكِنًا؟
وها هو الإنسانُ الآلِي يُراقبُ حتى مًصالحَ المَطار..
ويقومُ حتى بقيادةِ الطائرة..
هل هذا مُستَحيلٌ في بلادِ الصناعةِ الجوّية والبرّيّة والبَحريّة…
لا غرابةَ أن تقومَ الآلياتُ الذكيّةُ بمراقبةِ بعضِها من أجلِ السّلامةِ المِلاحيّة..
وهذا ليس خيالا، بقَدرِ هو مَيّالٌ إلى الواقِع في زمنِ صناعاتِ الذّكاء، برّ وبحرًا وجَوّا..
بلادُنا في سِباقٍ معَ الوَقت!
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :