وزيرة خارجية إسبانية: قدّمنا للمغرب التفسيرات المناسبة لاستقبالنا زعيم البوليساريو للعلاج.. وإن أراد القضاء الاستماع إليه فلن نتدخل

 وزيرة خارجية إسبانية: قدّمنا للمغرب التفسيرات المناسبة لاستقبالنا زعيم البوليساريو للعلاج.. وإن أراد القضاء الاستماع إليه فلن نتدخل
الصحيفة - وسام الناصيري
الثلاثاء 4 ماي 2021 - 20:43

أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس، اليوم، الثلاثاء، أن بلادها قدّمت "التفسيرات المناسبة" للمغرب بخصوص استقبال بلادها لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، من أجل العلاج بأحد مستشفياتها.

وقالت الوزيرة الإسبانية في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء: "قدّمنا للمغرب التفسيرات المناسبة حول الظروف التي أدت بنا إلى استقبال غالي في إسبانيا لأسباب إنسانية بحتة". مضيفة بالقول: "عندما تزول هذه الأسباب سيغادر إبراهيم غالي البلاد".

وعند سؤالها عن استدعاء القضاء الإسباني لزعيم جبهة البوليساريو المتهم في قضايا "إبادة جماعية وحالات اغتصاب" أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية، بأن "القضاء الإسباني إن أراد مثول إبراهيم غالي، فسيمثل أمامه. فليس للحكومة حق في أن تتدخل في استقلالية عمل القضاء". حسب قول الوزيرة.

وحرصت أرانتشا غونزاليس التأكيد على أن "العلاقات الاستراتيجية بين إسبانيا والمغرب لم تتغيّر"، مشيرة إلى "الصداقة والتعاون والشراكة الوثيقة" بين البلدين.

وتأتي تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس بعد أن قرر القاضي المكلف بالقضية بمحكمة التعليمات المركزية الخامسة في مدريد فتح ملف دخول زعيم جبهة البوليساريو، إبرهيم غالي، إلى إسبانيا بهوية جزائرية مزورة، وإسم مستعار، وهو الأمر الذي سيشمل مراجعة سجلات شرطة الحدود والاستماع لممثلي الجبهة الانفصالية في إسبانيا، بالإضافة إلى التحقق من هويته داخل مستشفى لوغرونيو.

ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" من مصادر إسبانية، فإن القاضي سانتياغو بيدراث قرر تأجيل الاستماع لإبراهيم غالي من يوم الأربعاء 5 ماي إلى يوم الجمعة 7 ماي، لترك المجال للأبحاث القضائية التي أمر بها للتأكد من أن الشخص الذي دخل التراب الإسباني ونُقل إلى مستشفى "سان بيدرو" بمدينة لوغرونيو بجواز سفر دبلوماسي جزائري تحت اسم محمد بن بطوش، هو نفسه إبراهيم غالي المطلوب للمثول أمام القضاء بعدة تهم من بينها الإبادة الجماعية والتعذيب والاغتصاب.

ويُحتمل أن يجد القضاء الإسباني نفسه في حالة صدام مع حكومة مدريد، في ظل الحديث عن وجود"ضمانات" بعدم متابعة غالي خلال فترة علاجه في إسبانيا والتي قالت مجلة "جون أفريك" الصادرة من فرنسا إن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أعطاها بشكل شخصي للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بسبب علم الاثنين بأن زعيم "البوليساريو" مطلوب للقضاء لوجود اتهامات ضده بالتورط في انتهاكات لحقوق الإنسان.

وزادت الضغوط على الحكومة الإسبانية، بعد أن طالب وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إسبانيا بـ "رد مقنع" حول سماحها بدخول رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي بجواز سفر جزائري مزور وإسم مستعار.

وأشار بوريطة في حوال مع وكالة الأنباء الإسبانية EFE أن المملكة مازالت تتوقع "ردا مرضيا ومقنعا" من الحكومة الإسبانية بشأن قرارها السماح لزعيم البوليساريو، بدخول أراضيها رغم متابعته قضائيا بتهم "الإبادة الجماعية والاغتصاب".

وتساءل وزير الخارجية المغربي إن كانت إسبانيا ترغب في التضحية بعلاقتها الثنائية، بسبب "قضية ابراهيم غالي"؟ محذرا في نفس الوقت من أن هذه القضية "تشكل اختبارا لمصداقية علاقة البلدين وصِدقيتها، ومعرفة ما إذا كانت مجرد شعارات"، مذكرا أن المغرب دائما يدعم إسبانيا في مواجهة الانفصاليين الكتالونيين.

وحذر وزير الخارجية المغربي إسبانيا من "المناورة" في قضية أساسية للمغاربة، مشيرا في هذا السياق بالقول: "لا يجب أن نناور مع الشركاء في قضية تهم بلدا بكامله"، مضيفًا أنه قبل اتخاذ خطوة إلى الأمام في العلاقات الثنائية "يجب علينا أولاً توضيح الأمور".

كوكب الجزائر

كثيرة هي الأمور التي يمكن استنتاجها من "معركة القميص" بين المغرب والجزائر، والتي هي في الحقيقة صدام بين فريق لكرة القدم يمثل مدينة مغربية صغيرة غير بعيدة عن الحدود الجزائرية، ...